العلامات الكبرى تبتعد عن صورة “الووك” منذ عودة دونالد ترامب

منذ تولي دونالد ترامب ولاية ثانية، بدأت الشركات الأمريكية، التي كانت سابقًا بارزة خلال احتفالات الفخر ومتعلقة بشكل رمزي بقضايا LGBT+، في التراجع بشكل ملحوظ عن مواقفها. هذا الانسحاب، الذي تم ملاحظته بشكل خاص خلال الصيف عام 2025، يُعبر عن تحول فرضته السياسة المناهضة للـ«ووك» التي تتبناها البيت الأبيض.

على مدى عدة سنوات، كانت أشهر الفخر تتسم بحملات تسويقية ملونة بألوان قوس قزح، وغالبًا ما كانت تُنتقد على أنها «غطاء وردي»، أي دعم ظاهري دون التزام حقيقي. لكن الآن، تتخلى الكثير من هذه العلامات التجارية حتى عن هذا العرض الرمزي.

وفقًا لنهاي تشاندراشود، المتخصصة في إستراتيجية العلامات التجارية، فإن «هذا الشهر الهادئ للاحتفالات ليس عشوائيًا»: القرارات التي وقعها دونالد ترامب ضد سياسات التنوع والمساواة والشمولية (DEI) أدت إلى تثبيط العديد من الشركات عن دعم القضايا التقدمية بصورة علنية، خوفًا من أن يُنظر إليها على أنها غير وطنية.

هذا التحول يأتي أحيانًا مع جملة من «الأحوال المتقلبة»، حيث تُصبغ الحملات الإعلانية الآن بالوطنية، مُعززة الإنتاج الأمريكي على حساب المطالب الاجتماعية. في الكواليس، تصل بعض الشركات إلى حذف محتويات سابقة تُعتبر ملتزمة جدًا، مما يعكس تغير المناخ الثقافي داخل الوكالات.

تراجع المبادرات واضح: 39% من الشركات كانت تخطط لتقليل دعمها للفعاليات المرتبطة بشهر الفخر لعام 2025. أمثلة بارزة مثل Mastercard، التي انسحبت من الرعاية الرئيسية لفخر نيويورك، تُظهر هذا الانسحاب.

وفقًا لدايفيد ريبستين، أستاذ التسويق، فإن هذه التحولات تعكس الضغط الناتج عن السياق السياسي: «بالنسبة لدونالد ترامب، معارضة مواقفه تعني معارضة أمريكا. وهذا يؤثر بشكل كبير على خيارات الشركات.»

رغم هذا المشهد القاتم، لا تزال بعض الشركات تدافع عن التنوع والعدالة الاجتماعية، مثل بن & جيري، آبل، مايكروسوفت أو ليفي. ومع ذلك، فإن هذه العلامات التجارية قد تواجه اختبارًا في مناخ مشحون حيث تتعرض القيم التقدمية لانتقادات سياسية وإعلامية.

تفرض هذه الفترة الجديدة على الشركات التنقل بين الالتزام الاجتماعي والواقع السياسي، في مشهد يسيطر عليه تصعيد النقاشات حول الهوية، التنوع، والحقوق المدنية في الولايات المتحدة.

Exit mobile version