بعد عشر سنوات من الكشف المدوي عن فضيحة “ديزل غيت” التي شوهت صورة فولكس فاجن وأدت إلى فرض غرامات بمليارات الدولارات، لا تزال القضية مفتوحة. هذه المرة، تستهدف العدالة علامتين فرنسيتين تابعتين لمجموعة ستيلانتيس لاشتباه في تسويق مركبات ديزل غير مطابقة للمعايير الأوروبية لمكافحة التلوث.
كان صانعا السيارات بيجو وسيتروين، اللذان كانا يعرفان سابقًا بـ PSA قبل اندماجهما في ستيلانتيس، قد تم استدعائهما بالفعل لتحقيق في يونيو 2021 في إطار بيع سيارات ديزل مطابقة للمعيار يورو 5 بين عامي 2009 و2015. اليوم، تطالب النيابة الفرنسية بإجراء محاكمة ثانية، معتبرة أن هذه المركبات قد تم ضبطها عمدًا لتتوافق مع اللوائح فقط أثناء اختبارات التصديق، على حساب ظروف القيادة الحقيقية.
وفقًا للطلبات التي حصلت عليها وكالة فرانس برس في 25 يونيو، تتهم النيابة العلامتين ببيع ما يقرب من مليوني سيارة، بإيرادات تجاوزت 33 مليار يورو، والأجهزة المستخدمة في تقليل التلوث كانت مقيدة عمدًا في ظروف القيادة الطبيعية. كان هذا الضبط يؤدي إلى تدهور أداء الأجهزة المضادة للتلوث ويسبب انبعاثات مفرطة من أكاسيد النيتروجين (NOx)، متجاوزة بشكل كبير الحدود المسموح بها.
تشدد النيابة العامة على أن هذه الحالة تجعل استخدام هذه المركبات “خطيرًا على الصحة”، مما يعزز ظهور أمراض تنفسية، مما يشكل وفقًا لها ظرفًا مشددًا. من جانبهم، أعلن محامو الأطراف المدنية عن ترحيبهم بهذا التقدم، معتبرين أن الصانعين يجب أن يواجهوا العدالة الآن بسبب تعرضهم صحة الناس للخطر، ويطالبون بتعويض مناسب.
في ذلك الوقت، كان أحد المسؤولين في مجموعة PSA قد نفي هذه الاتهامات، مؤكدًا أن ضبط المركبات كان يتوافق مع اللوائح المعمول بها، مع الإشارة إلى تعقيد وغموض معيار يورو 5.
القرار النهائي بشأن عقد المحاكمة يعود الآن للقضاة الذين سيضطرون إلى اتخاذ قرار استنادًا إلى هذه العناصر.