احتفت مؤسسة عبد القادر بنصالح بنسخة جديدة من الجوائز المغربية للابتكار الاجتماعي (MSIA)، التي أصبحت موعداً سنوياً ينتظره الفاعلون في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصاد التضامني بالمغرب. وقد تميزت دورة هذه السنة بتتويج ثماني مبادرات رائدة تمثل نماذج ملهمة في مجالات الابتكار الاجتماعي والتكنولوجي والثقافي والبيئي، مبرزة بذلك الحيوية المتزايدة التي يعرفها هذا المجال داخل المملكة.
حصلت جمعية أمل بمراكش على الجائزة الكبرى عن مشروعها المبتكر “مقهى لغة الإشارات”، الذي يعد الأول من نوعه في المغرب ويهدف إلى إدماج الأشخاص الصم في الحياة المهنية والاجتماعية. المشروع، الذي يجمع بين التكوين والتشغيل في إطار نموذج اقتصادي تضامني، يعكس رؤية شاملة لتمكين الشباب الصم من ولوج سوق الشغل وتعزيز ثقافة التعايش والمواطنة الشاملة.
أما جائزة إعجاب لجنة التحكيم، فقد كانت من نصيب جمعية شباب المستقبل للتنمية (AJAD) عن مبادرتها “المنتدى الدولي للابتكارات التكنولوجية (FIIT)” بخريبكة، التي تسعى إلى تحفيز روح الإبداع لدى الشباب ومواكبة التحولات العالمية المتسارعة في مجال التكنولوجيا والابتكار العلمي.
وفي فئة الابتكار الرقمي، التي ترعاها مؤسسة CDM، فازت شركة Sustainable Food Solutions من الدار البيضاء عن منصتها الرقمية Colibghiti، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليص هدر الطعام عبر ربط المؤسسات التي تتوفر على فائض من المواد الغذائية بالجمعيات المتخصصة في إعادة توزيعها.
أما في فئة الصحة، التي تدعمها Cooperpharma، فقد نالت تعاونية سند الفلاحية بأولاد مبارك الجائزة عن مشروعها “نساء الأرض”، الذي يهدف إلى تمكين النساء القرويات اقتصادياً واجتماعياً من خلال تثمين المنتجات المحلية الطبيعية والخالية من الغلوتين، ما يجسد نموذجاً واعداً لريادة النساء في العالم القروي.
وفي المجال الثقافي، كرّمت لجنة التحكيم جمعية جذور الصحراء بمحاميد الغزلان عن مشروعها “مهرجان زمان”، بدعم من مؤسسة TGCC. ويُعتبر هذا المهرجان موعداً سنوياً يحتفي بالتراث الموسيقي والثقافي الصحراوي، مع دمج محاور تعنى بالتنمية المستدامة والحفاظ على الهوية المحلية في مواجهة التغيرات المناخية.
أما جائزة فئة الإدماج، برعاية LafargeHolcim، فعادت إلى شركة Edronic Technologie عن مشروعها “عيني”، الذي يقدم نظارات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر على اكتساب استقلالية أكبر وتحسين جودة حياتهم.
وفي فئة التعليم، التي تدعمها Cosumar، تم تتويج جمعية سمنيد للتنمية الاجتماعية بأزيلال عن مبادرتها “مركز الاستقبال الأسري للتميز”، الهادفة إلى محاربة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات بالمناطق الجبلية عبر توفير الإيواء والمواكبة التربوية المجانية، مما أتاح لأكثر من 200 فتاة متابعة دراستهن في ظروف إنسانية وتربوية ملائمة.
أما جائزة البيئة، التي ترعاها Mass Céréales Al Maghreb، فقد نالتها جمعية إدندي للتنمية والتعاون بتارودانت عن مشروعها “الماء = الحياة”، الذي يجمع بين أساليب الحكامة التقليدية والمقاربة الجمعوية الحديثة لتدبير الموارد المائية وتوفير الماء الصالح للشرب بشكل مستدام للساكنة المحلية.
وأكد طارق المعروفي، المدير العام لمؤسسة عبد القادر بنصالح، أن هذه الدورة شهدت مشاركة قياسية تجاوزت مئة مبادرة من مختلف جهات المملكة، مضيفاً أن “الجوائز المغربية للابتكار الاجتماعي أصبحت منصة وطنية لترسيخ ثقافة الابتكار كرافعة للتنمية المستدامة والإدماج الاجتماعي”. كما ثمّن جهود الفائزين الذين “يجسدون طاقات مغربية خلاقة تؤمن بأن الحلول المحلية المبدعة قادرة على إحداث الأثر الحقيقي في المجتمع”.
بهذه الدورة الثالثة، تواصل مؤسسة عبد القادر بنصالح ترسيخ مكانة MSIA كجسر بين المبدعين الاجتماعيين والفاعلين المؤسساتيين، وكمحرك وطني لتسريع التحول نحو مغرب أكثر تضامناً وابتكاراً.
