شهدت جامعة موندياپوليس تنظيم النسخة الخامسة عشرة من Job Fair 2025 بفضاء الحرم الجامعي Casa Anfa، وذلك تحت شعار: « Connecter talents et IA pour les opportunités de demain ». وتميّز هذا الحدث، الذي أصبح موعدًا سنويًا محوريًا لتعزيز إدماج الشباب في سوق الشغل، بتسليط الضوء على التحولات العميقة التي يشهدها سوق العمل بفعل الذكاء الاصطناعي والمهارات الإنسانية.
افتُتح المنتدى بحضور عدد من الطلبة والباحثين عن فرص الشغل ومسؤولي الموارد البشرية ومديري المقاولات. وخلال كلمته الافتتاحية، شدّد المدير العام للجامعة، عبد المنعم بلعالية، على أن هذا الملتقى يشكّل مساحة مهمة أمام الطلبة للاحتكاك المباشر بالفاعلين الاقتصاديين وفهم متطلّبات سوق العمل. وأبرز أن الجامعة حريصة على ربط التكوين الأكاديمي بانتظارات النسيج السوسيو-اقتصادي لضمان تكوينات متجددة تلائم التحولات السريعة للمهن.
وأضاف بلعالية أن Job Fair يمكّن الطلبة من مواجهة تحديات عالم مهني متغير، ويساعدهم على تطوير مشاريع مهنية متينة تتجاوب مع حاجيات المقاولات.
تميزت هذه الدورة بمناظرة رئيسية تناولت موضوع: « Entre IA et soft skills, comment les RH redéfinissent les métiers de demain ? ».
وقد شارك فيها كل من فيليب مونطان، الرئيس التنفيذي لـ Rekrute.com، وعمر اسقلي الحسني من Dell Technologies، ومونة ازير من Air Liquide، بالإضافة إلى حنان الجفالي، مديرة مركز المسار المهني بالجامعة.
ناقش المتدخلون التحولات الجذرية داخل المؤسسات، حيث تتزايد أهمية الذكاء الاصطناعي بالتوازي مع صعود المهارات الإنسانية كالقيادة والمرونة والقدرة على التواصل. وأجمعوا على ضرورة تبني الطلبة لمقاربة استباقية في بناء مسارهم المهني لمواكبة هذه التغيرات.
ومن جانبها، أكدت حنان الجفالي أن مركز المسار المهني يعمل على مرافقة الطلبة «من الاستكشاف إلى الإعداد ثم تحقيق المشروع المهني»، مشيرة إلى أن الجامعة تواكب تطور المهن عبر تطوير أجهزة تأطير حديثة ومتلائمة مع حاجيات السوق.
وشكلت مشاركة المؤطرة والخبيرة في الموارد البشرية، وسيلة كارة، مؤسسة “Club des Femmes DRH”، إضافة نوعية لهذه النسخة. وأبرزت كارة أهمية خلق جسور قوية بين الطلبة والمؤسسات، معتبرة أن القيادة النسائية، والتنوع، وتطور الممارسات التدبيرية، أضحت عناصر مركزية في التحولات المهنية.
كما عرف المنتدى تنظيم النسخة السابعة من Job Dating، والتي شارك فيها 30 طالبًا تم انتقاؤهم مسبقًا. وقدم هؤلاء مشاريعهم المهنية أمام لجنة من الخبراء ومسؤولي التوظيف. وقد تمكن عدد منهم من الحصول على فرص تدريب أو شغل، في خطوة تجسّد رغبة الجامعة في تسهيل الاندماج المهني الفعلي لطلبتها.
وعرفت هذه الدورة كذلك توقيع شراكات جديدة بين الجامعة وعدد من المقاولات، بهدف دعم تنمية المهارات الصاعدة وتطوير برامج مشتركة للتكوين والتأطير. وتمثل هذه الاتفاقيات عنصرًا أساسيًا في تعزيز الروابط بين الجامعة وبيئتها الاقتصادية.
اختُتمت فعاليات المنتدى بإبراز الدور الذي تلعبه الجامعة في الاستجابة للتحديات الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتطور المهارات. وأكد المشاركون أن Job Fair يُعد منصة ضرورية للتقريب بين الرؤى الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، ولتطوير فرص مهنية حقيقية للطلبة في ظل عالم مهني سريع التغير.
