اختتام مذهل بأيقاعات الغناوة وعرض مذهل لمكليمور

منذ النغمات الأولى، تسري السحر. على خشبة مسرح مضاءة بأضواء دافئة، يوحد الماعلمون ناصولي والكسري غمبريهما وأصواتهما في تآلف تام. هذه الحوارات الموسيقية بين المعلم المعروف ومعجبه المتحمس – حيث لطالما اعتبر ناصولي الكسري مثلًا أعلى له – تشكل جسرًا حقيقيًا بين الأجيال، وتأتي للاحتفاء بغنى وعمق التراث القناوي.

وتتزايد قوة اللحظة عندما تنضم المغنية أوم، الشخصية المحورية في الساحة المغربية البديلة، إلى الثنائي على المسرح، تليها الأمريكية بلال سايد أوليفر، أسطورة الجوسبل والنيواسول. يقدمون معًا أداءً نادرًا وقويًا، يدمجون فيه الروحانية القناوية، السول، الجاز والاهتزازات المعاصرة. لحظة متعالية احتفظت بانتباه الجمهور حتى اللحظة الأخيرة.

ثم، يتغير الجو: فهناك انفجار صوتي ومسرحي حقيقي يضرب حديقة أنفا مع وصول ماكليمور المرتقب. أمام جمهور متحمس، يدخل مغني الراب من سياتل بشكل مدوي، عاقدًا النية على تسليم أغانيه العالمية ورسائله القوية. مرتديًا معطفًا من الفرو البارز، يشحن الحشود منذ الثواني الأولى.

«لقد انتظرت هذه اللحظة طيلة العام!»، يصرخ بشغف، مما يتسبب في موجة من التصفيق. من «ثريفت شوب» إلى «وينغز»، مرورًا بـ «داون تاون» أو «أريد أن أكون حرًا»، يقدم ماكليمور مجموعة قوية، تتأرجح بين الاحتفالات الجماعية والتأمل الذاتي. مدفوعًا بجمهور معجب، يوقع عرضًا أسطوريًا، يتميز بقربه الصادق من معجبيه.

على خشبة مسرح 21، انتشرت طاقة أخرى معدية، في وقت سابق من الأمسية، مع جوبتر وأوكوي. قدمت الفرقة الكونغولية، بقيادة الكاريزمي جوبتر بوكوندجي، عرضًا محفزًا يمزج بين الروك، الفانك والإيقاعات التقليدية من إفريقيا الوسطى، مؤكدةً مكانتها كفرقة أساسية في الساحة العالمية الحالية.

في مسرح النفَس الجديد بحديقة الدول العربية، تجمع جمهور كبير ومتحمس لاكتشاف -أو إعادة اكتشاف- المسرحية الموهوبة سكينة الفهري، نجمة ساطعة في الساحة الموسيقية المغربية، والتي أسرت جمهورها بصوتها الساحر وحضورها المغناطيسي منذ البداية حتى النهاية.

بين الروحانية، الفيوجن الجريئة والعروض المذهلة، تنتهي جازبلانكا 2025 على نغمة من التميز، محتفلةً بتنوع الموسيقى والانفتاح الثقافي لمدينة الدار البيضاء.

MAP

Exit mobile version