افتتح مكتب PwC المغرب،، أول مركز للمرونة الرقمية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحضور رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة. ويأتي هذا المشروع الطموح في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز السيادة الرقمية ودعم الابتكار التكنولوجي، عبر تمكين الشركات من حلول متقدمة في مجال الأمن السيبراني واستمرارية الأعمال.

يشكل هذا المركز الجديد استجابة عملية للتحديات المتزايدة التي تواجهها المؤسسات في ظل التحولات العالمية المتسارعة، سواء تلك المرتبطة بالمخاطر السيبرانية أو بتطور الذكاء الاصطناعي كرافعة أساسية للتحول الرقمي. ويهدف مركز المرونة الرقمية إلى مواكبة الشركات المغربية والإفريقية في بناء منظومات رقمية آمنة ومستدامة، تعزز ثقتها وقدرتها على مواجهة الأزمات التقنية والتشغيلية.

وأكد رضا لوماني، الشريك الإداري الجهوي لمكتب PwC، أن هذا المشروع يجسد رؤية المكتب القائمة على جعل التكنولوجيا في خدمة الإنسان، موضحاً أن الأمن السيبراني أصبح قبل كل شيء مسألة ثقة ومسؤولية مشتركة. وأضاف أن المركز سيشكل فضاءً للخبرة والابتكار، مخصصاً لتطوير الحلول الرقمية الآمنة، وتكوين الكفاءات المحلية، وبناء القدرات في مجال الأمن السيبراني، بما يسهم في تعزيز مرونة الشركات وتحسين إدارة المخاطر.

المركز الجديد، الذي يقدم خدماته على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، يعتمد مقاربة شمولية تغطي مختلف أبعاد المخاطر الرقمية، من الأمن السيبراني والدفاع السيبراني إلى الهوية الرقمية وأمن الحوسبة السحابية. وبفضل تصميمه المعياري، يمكن تكييف خدماته مع طبيعة كل مؤسسة واحتياجاتها الخاصة، بما يسمح بمواكبة التحول الرقمي بطريقة آمنة وموثوقة.

من جهته، أوضح جمال بصرير، شريك PwC ورئيس الاستشارات التكنولوجية، أن المركز يقدم حلولاً مرنة ومتكاملة تستجيب لمستويات النضج السيبراني المختلفة لدى المؤسسات المغربية والدولية. واعتبر أن نقص الكفاءات المتخصصة في هذا المجال يفرض ضرورة تبني مقاربات عملية تتيح بناء منظومات رقمية قوية وقابلة للتطور، قادرة على حماية الأصول الرقمية وضمان استمرارية الأعمال.

ويمثل مركز PwC للمرونة الرقمية رافعة استراتيجية لدعم تنفيذ الرؤية الوطنية في مجال التحول الرقمي والأمن السيبراني، في انسجام تام مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2030. كما يسهم في تكوين جيل جديد من الخبراء، عبر تعبئة مئة مستشار متخصص في أفق سنة 2030، في إطار الجهود الوطنية لتكوين أكثر من مئة ألف إطار في مجالات الرقمنة والأمن السيبراني.

ويعتمد المركز على شبكة PwC العالمية التي تضم أكثر من 7800 خبير في الأمن السيبراني، وتستند إلى منظومة من المراكز المترابطة التي تعمل وفق نموذج “Follow-the-Sun”، ما يتيح توفير مواكبة متواصلة ومتكاملة للزبناء في مختلف المناطق الزمنية. وبذلك، يشكل المركز الجديد في الدار البيضاء منصة جهوية استراتيجية لتبادل الخبرات وتطوير الحلول المبتكرة في خدمة المؤسسات المغربية والإفريقية.

بهذه المبادرة، يرسخ مكتب PwC المغرب مكانة المملكة كفاعل رئيسي في الاقتصاد الرقمي الإفريقي، وكوجهة رائدة في الأمن السيبراني، من خلال الجمع بين الخبرة العالمية والكفاءات المحلية، والمساهمة الفعلية في بناء مستقبل رقمي آمن ومستدام.