بعد الاحتجاجات، ساكنة جهة سوس ماسة تعاني من جديد بسبب توقف جهاز السكانير المتطور، بالمستشفى الجامعي بأكادير عن العمل بعد شهر واحد فقط من تدشينه وبدء تقديم خدماته للمواطنين.
هذا التوقف المفاجئ يعيد إلى الأذهان مشاهد المعاناة التي تعيشها عدة مستشفيات جامعية مغربية بسبب تعطل أجهزة التشخيص، ويضع علامات استفهام كبيرة حول جودة التجهيزات وكفاءة الصيانة ونجاعة الخطط الإصلاحية للقطاع الصحي.
قبل أسابيع قليلة، كان سكان أكادير والجهات المحيطة يستقبلون بترحيب خبر تدشين جهاز سكانير متطور بمستشفى الحسن الثاني، في إطار برنامج إعادة تأهيل المستشفى وتحسين الخدمات الصحية بالجهة. وقد شهدت القاعة المخصصة للجهاز زخماً كبيراً من المسؤولين الصحيين، وأعقب التدشين مباشرة تنظيم دورة تكوينية لتقنيي الصحة المكلفين بتشغيل هذا الجهاز الحديث.
غير أن فرحة المواطنين لم تدم طويلاً، حيث توقف الجهاز عن العمل بعد شهر واحد فقط من تدشينه، ما أدى إلى: تأجيل مواعيد الفحص للمرضى بشكل يومي دون توضيحات رسمية كافية، تكدس أعداد كبيرة من المرضى القادمين من مختلف أقاليم الجهة، تفضيل الكثير من المرضى عدم اللجوء إلى المصحات الخاصة لأسباب مادية.
ويعد المرضى ذوو الحالات المستعجلة والمزمنة، الأكثر تضرراً، حيث يشكل تعطل أجهزة التشخيص عائقاً خطيراً أمام علاجهم، كما أن الوضع رفع من العبء المادي على كاهل الأسر التي تضطر للجوء إلى القطاع الخاص لإجراء الفحوصات الضرورية، وزاد المعاناة النفسية الناتجة عن الانتظار الطويل في ظل عدم اليقين بشأن مواعيد الفحص.
