في خطوة غير مسبوقة تعكس تشدد السلطات في مواجهة الممارسات المنافية لقواعد المنافسة، نفّذ مجلس المنافسة، يوم الخميس 5 نونبر 2025، مداهمات مباغتة استهدفت عدداً من كبار الفاعلين في سوق الأعلاف المركبة الخاصة بقطاع الدواجن، وهي سوق حسّاسة ترتبط مباشرة بأسعار الدجاج والبيض التي تثقل كاهل المستهلك المغربي.
وبحسب بلاغ رسمي، قامت مصالح التحقيق والبحث التابعة للمجلس بتنفيذ عمليات زيارة وحجز متزامنة طالت خمسة فاعلين بارزين في القطاع، بما في ذلك الأسواق المرتبطة به كقطاع الكتاكيت، وذلك بناءً على مؤشرات قوية حول احتمال وجود تنسيق غير مشروع أو ممارسات منافية للمنافسة الشريفة.
وجرت هذه العمليات تحت إشراف وكيل الملك، وبحضور ضباط من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وفقاً لمقتضيات المادة 72 من القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، في إجراء يعكس جدّية الشبهات التي يجري التحقيق بشأنها.
ورغم خطورة العملية واتساع نطاقها، أكد مجلس المنافسة أنه لن يكشف في هذه المرحلة عن هوية الشركات المعنية أو طبيعة المخالفات المشتبه فيها، احتراماً لحقوق الدفاع، ولأن الإجراءات الحالية تدخل ضمن مرحلة تجميع الأدلة، ولا تعني البتة ثبوت المخالفات.
وشدد المجلس على أن الهيئات التداولية تبقى الجهة الوحيدة المخوّلة قانوناً للبّت في أي ممارسة محتملة بعد استكمال التحقيقات المعمقة واعتماد مسطرة تواجهية كاملة تضمن حقوق الأطراف.
ويتوفر المجلس، بموجب القانون رقم 20.13، على مصالح متخصصة في البحث والتحقيق تتكفل بمتابعة كل ما يتعلق بالممارسات المنافية للمنافسة ومراقبة عمليات التركيز الاقتصادي. وتعد الزيارات الفجائية إحدى أهم أدواته لكشف التلاعبات داخل السوق وجمع الوثائق والمعطيات مباشرة من الميدان.
وتأتي هذه الحملة في سياق اشتداد الشكايات حول الارتفاع المتواصل لأسعار الدواجن والأعلاف، واتهامات الرأي العام بوجود لوبيات تتحكم في السوق، ما يجعل نتائج هذه المداهمات محطّ انتظار كبير لدى المغاربة الذين يترقبون فكّ شفرة الارتفاعات غير المبررة في هذا القطاع الحيوي.
-
-
-
-
-
-
