تشهد الحملة الحالية لإنتاج الزيتون إنتاجاً استثنائياً، حسب رشيد بنعلي، رئيس جمعية إنترپروفلايف، الذي يتوقع أن تتجاوز كميات الزيتون أكثر من مليوني طن، وأن تصل كميات زيت الزيتون إلى أكثر من 200 ألف طن. تعكس هذه التقديرات دينامية نادرة وتضع قطاع الزيتون في وضع من الوفرة غير المسبوقة.
يأتي هذا النجاح بشكل خاص نتيجة لهطول الأمطار الجيد في الربيع ودخول زراعات جديدة ضمن مخطط المغرب الأخضر إلى مرحلة الإنتاج. وتبدأ مزارع الفلاحين الصغار، التي كانت في طور النضج حتى الآن، في تسليم كميات كبيرة، مما يساهم في تحقيق حصاد قياسي.
لكن خلف هذه الإنجازات، تظهر هشاشات هيكلية. لا يواجه معالجة الزيتون صعوبات خاصة، إذ تسمح الوحدات التقليدية والحديثة بتحويل جميع المحاصيل. ومع ذلك، تبدو مسألة التخزين نقطة حساسة: إذ أن القدرات المتاحة غير كافية لاستيعاب الكميات المتوقعة، بسبب نقص في الخزانات المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في اليد العاملة. يتم الحصاد في سياق يتم فيه الطلب بشكل قوي في مشاريع أخرى، مما يصعب من تعبئة العمال ويؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
فيما يتعلق بالجودة، ينفي رئيس إنترپروفلايف الادعاءات المتعلقة بوجود متبقيات محظورة في الزيت المغربي ويذكر أن القضية المعنية تعود إلى تزوير تم ضبطه في الخارج. يدافع عن مطابقة الإنتاج الوطني للمعايير الدولية ويبرز جاذبية السوق الخارجية التي من المفترض أن تستوعب الفائض. على المستوى المحلي، من المتوقع أن يتراوح سعر اللتر بين 50 و 55 درهماً، وهو مستوى يعتبر متوازناً لكل من المستهلكين والمنتجين.
تتميز هذه الحملة بالتالي بتباين: كميات تاريخية مرتفعة وفرص تصدير، ولكن أيضاً قطاع مضغوط بسبب حدوده اللوجستية والبشرية. من أجل تحويل هذه الوفرة إلى ميزة مستدامة، سيكون من الضروري تعزيز قدرات التخزين، وضمان اليد العاملة الموسمية، وتعزيز موثوقية المنتج في الأسواق. فقط تحت هذه الشروط يمكن أن تشكل سنة 2025 نقطة تحول هيكلية للزيت المغربي.
