تطلق مدينة الدار البيضاء النسخة الثانية من مهرجان المواهب الذي يركز على الثقافة والفنون المنبثقة من العاصمة الاقتصادية. يتماشى هذا الحدث مع نهج يهدف إلى تعزيز معرفة الأجيال الجديدة من الفنانين المحليين وتعزيز صورة مدينة تتمتع بنشاط إبداعي متميز. تُدرج جماعة الدار البيضاء هذا الموعد الثقافي ضمن استراتيجية توسيع نطاق تأثيرها، بينما تتولى “الأحداث والثقافات في الدار البيضاء” إدارة البرنامج والتنظيم العام.
وخلال العرض الرسمي، أكد نائب رئيس الجماعة، عبد اللطيف الناصري، أن هذا المهرجان يشكل أداة بناءة لتشجيع الشباب المبدعين على عرض مهاراتهم. وأبرز أهمية الحفاظ على التزام دائم حول هذه المبادرة لدعم الطموحات الفنية للشباب البيضاوي وتعزيز هوية مدينة تتوجه نحو الابتكار الثقافي.
من جانبه، أشار المدير العام لـ”الأحداث والثقافات في الدار البيضاء”، محمد جوهري، إلى أن الحدث يأتي في إطار نهج يهدف إلى تعزيز نموذج تنظيمي احترافي مخصص للتظاهرات الثقافية الكبرى. يتمثل الهدف في خلق تجارب قادرة على إظهار الإنتاج المحلي بشكل كامل، من خلال توفير ظروف تطور منظمة وعادلة ومحفزة للمشاركين.
تتميز هذه النسخة الجديدة ببرنامج موسع يفتح الطريق لعدة مجالات فنية ومسارين للمشاركة، أحدهما مؤسساتي والآخر جامعي. الوصول مخصص للمشاركين الذين تتجاوز أعمارهم 18 عامًا. كما يتضمن البرنامج تكريم شخصيات بيضاوية قدمت مساهمات بارزة في قطاع الفنون.
يجمع الحدث مجموعة من المسابقات تغطي أشكال تعبير متنوعة: المسرح الجماعي، الأداء الموسيقي والغنائي، التصوير الفوتوغرافي، الفنون الرقمية، تصميم الأشياء، الرسم، النحت، السيراميك، النقش، الخط العربي، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة والوثائقية. تهدف تنوع المجالات إلى إظهار تعددية الإبداع المحلي.
تقوم خمس لجان مستقلة، كل منها تتكون من ثلاثة خبراء معترف بهم، بتقييم المشاركات. هذا النظام مُهيكل لضمان معايير تقييم شفافة وموحدة، بحيث توفر للمشاركين نفس ظروف الوصول إلى المرحلة النهائية من المهرجان.
ستختتم التظاهرة بحفل فني يتضمن توزيع جوائز لدعم المشاريع ومنح مزيد من visibility للفائزين. ستُبرز الأعمال الأكثر تمثيلًا على المنصات الرسمية للمهرجان وأمام الفاعلين في المجال الثقافي، مما يساهم في تشجيع تطويرها.
يشكل المهرجان أيضًا فضاء للتبادل بين الأجيال ووسيلة لتعزيز الهوية الفنية المحلية. يسعى المنظمون إلى جعل هذا الموعد لحظة للقاء البنيوي، بشأن تعزيز حضور المواهب الناشئة في المشهد الثقافي للدار البيضاء.
