أطلقت وكالة التنمية الفلاحية، اليوم بالرباط، تنفيذ سلسلة من المشاريع الرامية إلى مواكبة الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة في انتقالها نحو الزراعة الإيكولوجية، وذلك عقب توقيع ست اتفاقيات شراكة مع تجمعات من منظمات غير حكومية وطنية ودولية، في إطار برنامج «إحياء».
وتندرج هذه الخطوة ضمن دينامية وطنية تروم تعزيز الزراعة الإيكولوجية وتقوية قدرة المناطق القروية على التكيف مع التغيرات المناخية، خاصة بجهات فاس–مكناس، الجهة الشرقية، وسوس–ماسة، التي تعتمد بشكل كبير على النشاط الفلاحي، لكنها تواجه تحديات متزايدة مرتبطة بتدهور الموارد الطبيعية وتوالي سنوات الجفاف.
وأكد مسؤولو وكالة التنمية الفلاحية، في تصريحات بالمناسبة، أن هذه المشاريع تهدف إلى دعم الفلاحين الصغار في اعتماد ممارسات فلاحية مستدامة تحافظ على خصوبة التربة، وتحد من فقدان التنوع البيولوجي، وتساهم في ترشيد استعمال الموارد المائية، مبرزين أن أنماط الفلاحة المكثفة المعتمدة خلال العقود الماضية ساهمت في تعميق هذه الإشكاليات.
وأضاف المتحدثون أن تقلص اليد العاملة الفلاحية واستمرار الهجرة القروية يفرضان اليوم البحث عن حلول مندمجة ومستدامة، تجعل من الزراعة الإيكولوجية خياراً استراتيجياً لضمان استمرارية النشاط الفلاحي وتحسين دخل الأسر القروية.
ويشرف على تنفيذ هذا البرنامج وكالة التنمية الفلاحية، بغلاف مالي يقدر بنحو 4 ملايين يورو على شكل هبة، بتمويل مشترك من الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي، على أن يمتد تنزيله على مدى ثلاث سنوات. وأبرز القائمون عليه أن هذا التمويل سيمكن من توفير المواكبة التقنية وبناء قدرات الفلاحين، إلى جانب دعم اعتماد تقنيات إيكولوجية ملائمة للخصوصيات المحلية.
ويتميز برنامج «إحياء» باعتماد مقاربة مبتكرة وغير مسبوقة، أطلقتها وزارة الفلاحة في إطار دعم استراتيجية «الجيل الأخضر»، تقوم على إرساء شراكات عملية مع منظمات غير حكومية تتوفر على خبرة ميدانية في مواكبة الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة. وقد تم، في هذا الإطار، إطلاق طلب عروض خاص يهم مواكبة الفلاحين في انتقالهم نحو الزراعة الإيكولوجية، بما يعزز التكامل بين الفاعلين الوطنيين والدوليين.
وأشار المتدخلون إلى أن هذه المقاربة تسعى إلى تعبئة الموارد المالية والتقنية، والاستفادة من التجارب والخبرات المتراكمة لدى مختلف الشركاء، وتثمينها بما يخدم التنمية البشرية بالمناطق القروية المستهدفة.
ويطمح البرنامج إلى تحويل ما مجموعه 8000 هكتار نحو الزراعة الإيكولوجية، وتحسين الأداء الاقتصادي لنحو 2700 استغلالية فلاحية عائلية، فضلاً عن دعم تسويق المنتجات الفلاحية المستخرجة من هذا النمط الإنتاجي، بما يعزز مكانة الفلاح الصغير كفاعل أساسي في تحقيق الانتقال نحو فلاحة مستدامة وشاملة.
