مشروع أنشطة مشتل: شباب الدار البيضاء رواد التغيير البيئي والاجتماعي
أطلقت مؤسسة تورية وعبد العزيز التازي من خلال فضائها الثقافي لوزين مشروعًا طموحًا يحمل اسم أنشطة مشتل، بهدف تحقيق الإدماج الاجتماعي والمهني لشباب الدار البيضاء عبر التدريب الإيكولوجي الشامل. يسعى هذا البرنامج، الذي يمتد من ديسمبر 2024 إلى يوليو 2025، إلى تمكين 50 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا من اكتساب مهارات تؤهلهم ليصبحوا قادة للتغيير البيئي في المغرب.
يتضمن مشروع أنشطة مشتل سلسلة من الورشات المصممة لتطوير مهارات المشاركين في مجالات متعددة. تشمل هذه الأنشطة ورشات الزراعة الحضرية المستدامة الأسبوعية، التي تستهدف تدريب 20 شابًا وشابة على تقنيات إنشاء الأسطح الخضراء، بدءًا من مباني المنطقة الصناعية لعين السبع-الحي المحمدي وصولًا إلى أحيائهم السكنية. كما يضم المشروع ورشات شهرية للتصميم الإيكولوجي، حيث يتعلم 15 مشاركًا كيفية ابتكار منتجات مستدامة باستخدام المواد المعاد تدويرها، مثل الزجاجات البلاستيكية، مع تشجيعهم على إطلاق مشاريع بيئية ذات تأثير اجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، تنظم جلسات برانش إيكولوجية شهرية تفتح باب النقاش بين شباب الأندية الجامعية وأعضاء التعاونيات القروية حول القضايا البيئية التي تواجه مختلف جهات المغرب، مما يعزز الحوار والتعاون في معالجة هذه التحديات.
حقق المشروع انطلاقته بفضل شراكات قوية تجمع بين الدعم المالي واللوجستي. قدمت فن جميل و المجلس الثقافي البريطاني التمويل الأساسي لتجهيز سطح لوزين كمركز تدريب بيئي. كما ساهمت البعثة الأمريكية في المغرب في تمويل أنشطة المشروع، مما يضمن استمراريته.
إلى جانب ذلك، تعمل جمعيات محلية مثل جمعية المبادرة الحضرية وجمعية التضامن النسائي على تعبئة الشباب ودعمهم طوال مراحل المشروع. أما على المستوى المهني، فتساهم شركات مثل شيل ماروك و ريشبوند في توفير مساحات لتطبيق مبادرات الأسطح الخضراء، ما يعزز فرص التوظيف للمشاركين.
يطمح أنشطة مشتل إلى بناء مجتمع بيئي واعٍ، حيث يصبح شباب الدار البيضاء جزءًا من الحلول المستدامة للتحديات البيئية والاجتماعية. هذا المشروع ليس مجرد مبادرة تدريبية، بل منصة لتمكين الجيل القادم من صناع التغيير في المغرب.