ثقافة و ترفيه

مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح يختتم دورته الـ18 وسط تفاعل جماهيري واحتفاء بالإبداع

 

أسدل الستار مساء السبت على الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح، بعد عشرة أيام من العروض واللقاءات الثقافية التي احتفت بالمسرح كفن حي نابض بالحياة، وسط حضور وازن لشخصيات فنية ومؤسساتية من المغرب، دول المغرب العربي وأوروبا، وتفاعل كبير من جمهور المدينة.

من 14 إلى 24 ماي، تحوّلت مسارح العاصمة الاقتصادية إلى فضاءات للإبداع والانفتاح، حيث استقبلت برمجة متنوعة 14 عرضاً مسرحياً من المغرب وتونس وأوروبا، جسدت تنوع التجارب المسرحية وفتحت المجال أمام رؤى فنية جريئة ومبتكرة.

شهد حفل الختام تقديم العرض المغربي “أح و بردات”، من إخراج محمود الشاهدي ونص أحمد السبيعة، وتمثيل جليلة التلمسي، زينب الألجي، عادل أباتراب وسعيد عامر. المسرحية، التي جمعت بين الكوميديا السوداء والتراجيديا، عالجت هشاشة العلاقات الزوجية وما يعتري الحياة الحميمية من صمت وخوف، وهو ما لامس جمهوراً غصت به القاعة وتفاعل بحماسة مع الأداء القوي والطرح الجريء.

كما عرف حفل الاختتام لحظة مؤثرة تمثلت في تكريم اسم الفنان الراحل الهاشمي بنعمار، أحد رواد المسرح المغربي، من خلال عرض شريط وثائقي تناول محطات من مسيرته الفنية والإنسانية، وسط تصفيقات مؤثرة من الحاضرين تقديراً لإرثه الفني والثقافي.

الدورة تميزت بتزامنها مع الاحتفال باليوم الوطني للمسرح، والذكرى العشرين لتأسيس مؤسسة الفنون الحية، الجهة المنظمة للمهرجان. وكانت تونس ضيف شرف هذه السنة من خلال عرض الافتتاح “رقصة سماوية” للمخرج طاهر عيسى بن العربي، الذي قدّم تجربة مسرحية شعرية انشغلت بالراهن الإنساني والاجتماعي بلغة تعبيرية عالية.

ولم تقتصر فعاليات المهرجان على العروض، بل شملت ندوتين فكريتين حول المسرح المغاربي والشعر الفلسطيني، إضافة إلى ثلاث ورشات شبابية في مجالات الكتابة، الأداء والإخراج المسرحي، مما أضفى على الدورة طابعاً تكوينياً وتفاعلياً مهماً.

مرة أخرى، أثبت جمهور الدار البيضاء شغفه بالمسرح، حيث شهدت مختلف الفعاليات حضوراً مكثفاً وتفاعلاً لافتاً، ما يعكس عطش المدينة للتلاقي عبر الفن والثقافة.

واختتمت الدورة بتصريح من نور الدين عيوش، رئيس مؤسسة الفنون الحية، قال فيه:
“لم تكن هذه الدورة مجرد مناسبة فنية، بل كانت عملاً جماعياً للإيمان بالمسرح كأداة للتغيير، والتربية، والحوار. ما شهدناه من تضامن مغاربي وإبداع شبابي يدفعنا لمواصلة المسيرة بقوة وثقة.”

هكذا اختتمت دورة 2025 من مهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح، وهي تحمل معها مشاعر الامتنان والتجديد، مؤكدةً المكانة التي بات يحظى بها هذا الحدث كأحد أبرز التظاهرات المسرحية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى