اليوم العالمي للمناطق الرطبة: حماية النظم البيئية لضمان مستقبل مستدام

يحتفل العالم في الثاني من فبراير من كل عام باليوم العالمي للمناطق الرطبة، وهو مناسبة تهدف إلى التوعية بأهمية هذه النظم البيئية الفريدة ودورها الحيوي في تحقيق التوازن البيئي. يعود إقرار هذا اليوم إلى سنة 1971، عندما تم اعتماد اتفاقية “رامسار” في مدينة رامسار الإيرانية، والتي تُعد أول معاهدة دولية مخصصة لحماية المناطق الرطبة وتعزيز استخدامها المستدام.

تعتبر المناطق الرطبة، التي تشمل البحيرات، الأهوار، المستنقعات، الأراضي المشبعة بالمياه، ومصبات الأنهار، من بين أغنى النظم البيئية تنوعًا بيولوجيًا في العالم. فهي توفر موائل طبيعية لمجموعة واسعة من الكائنات الحية، بما في ذلك الطيور المهاجرة، الأسماك، النباتات النادرة، والحيوانات المائية. إضافة إلى ذلك، تساهم هذه المناطق في تخزين المياه العذبة، حماية السواحل من التآكل، وتنظيم المناخ من خلال امتصاص الغازات الدفيئة.

منذ إبرام اتفاقية رامسار، انضمت أكثر من 170 دولة إلى المعاهدة، وأدرجت العديد من المواقع ضمن قائمة “رامسار” للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية. تشمل هذه المواقع محميات بارزة مثل “إيفرجليدز” في الولايات المتحدة، “دلتا الدانوب” في أوروبا الشرقية، و”أهوار العراق” التي تُعد واحدة من أهم النظم البيئية في الشرق الأوسط.

تتميز الدول العربية بعدد من المناطق الرطبة المهمة، مثل محمية “سبخة المهدية” في تونس، واحة “عين الصحراء” في الجزائر، و”محمية الوثبة” في الإمارات العربية المتحدة. رغم ذلك، تواجه هذه المناطق تهديدات متزايدة بسبب التغير المناخي، التوسع العمراني، والتلوث البيئي، مما يستدعي جهودًا أكبر لحمايتها وضمان استدامتها.

تشمل التحديات التي تواجه المناطق الرطبة ارتفاع معدلات الجفاف، تلوث المياه، وتحويل الأراضي الرطبة إلى مناطق زراعية أو عمرانية. وللتصدي لهذه التحديات، أطلقت العديد من الدول والمنظمات البيئية مشاريع للحفاظ على هذه النظم، من خلال إعادة تأهيل المناطق المتضررة، وتعزيز سياسات الإدارة المستدامة.

يمثل اليوم العالمي للمناطق الرطبة فرصة لتسليط الضوء على الأهمية البيئية لهذه المناطق ودورها في دعم التنوع البيولوجي. ومن خلال التعاون الدولي والمبادرات المحلية، يمكن تعزيز حماية هذه النظم البيئية الحيوية وضمان استمرارها للأجيال القادمة.