مكناس، طبيب إنعاش واحد لمليون نسمة!

تعاني منطقة مكناس من أزمة صحية مقلقة بسبب نقص حاد في الأطباء المختصين في التخدير والإنعاش. خدمات العناية المركزة، لا سيما في مستشفى محمد الخامس بمكناس والمستشفى الإقليمي بميضار، تعاني من شبه شلل، مما يهدد رعاية المرضى الأكثر هشاشة.
وفقًا لمصادر نقلتها الأخبار، لا يوجد في المنطقة سوى طبيب متخصص واحد في التخدير والإنعاش لأكثر من مليون نسمة. هذه الوضعية alarming مقلقة، تفاقمت بسبب غياب تعويض الأطباء الذين تقاعدوا في الأشهر الأخيرة.
تدهور تدريجي في العدد
قبل جائحة كوفيد-19، كانت مكناس تضم حوالي 196 طبيب تخدير وإنعاش. اليوم، انهار هذا العدد، حيث يتراوح بين 28 و32 ممارسًا في جميع أنحاء المنطقة. مستشفى حسن الثاني، على سبيل المثال، لم يعد لديه سوى طبيب إنعاش واحد، بينما يوجد في مؤسسة خاصة ثمانية أطباء. هذه الفجوة في الوصول إلى الرعاية الصحية تكشف عن خلل عميق في توزيع الموارد البشرية في القطاع العام.
تأثير هذه الأزمة واضح على أرض الواقع: بسبب نقص الكوادر الطبية، توقفت غرفة العمليات في مستشفى مولاي إسماعيل عن العمل منذ أربعة أشهر، بعد تقاعد طبيب الإنعاش الوحيد الموجود فيه.
إدارة على طريقة “تدوير الزوايا”
في مواجهة الطارئة، تم وضع حلول مؤقتة. تم تكليف جمعية من المجتمع المدني، تحت رعاية المجلس الجهوي لمكناس، بالتوقيع على اتفاقيات مع أطباء من القطاع الخاص لسد العجز. غير أن هذه المقاربة تبقى غير كافية. من جهة، لا تضمن جودة رعاية مثالية؛ ومن جهة أخرى، لا تسمح بتأمين استقرار النظام الصحي الإقليمي.
في هذا السياق، تتزايد الدعوات للسلطات المختصة للتدخل بسرعة وإيجاد حلول دائمة. القضية حاسمة: فهي تتعلق ليس فقط بتجنب انهيار النظام الصحي في المنطقة، ولكن أيضًا لضمان وصول عادل إلى الرعاية الصحية لجميع المواطنين.