قروض و تمويلات

شيكات غير مدفوعة: إصلاح جذري لاستعادة الثقة | كونسونيوز

يعمل الحكومة المغربية على اتخاذ إجراءات لاستعادة الشيك مكانته كوسيلة دفع آمنة وموثوقة. يهدف مشروع القانون المتعلق بقانون التجارة، الذي تم اعتماده يوم الخميس خلال اجتماع مجلس الحكومة، إلى تحديث الإطار القانوني واستعادة الثقة في هذه الأداة، التي تعرضت غالباً للانتقاد بسبب انحرافاتها.

وخلال تقديمه للنص، أوضح الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمتحدث باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن هذه الإصلاحات تهدف إلى إعادة تأهيل الشيك من خلال مجموعة من التدابير المرتكزة على الأمان القانوني والمالي، وتشجيع الاستثمار، وترشيد المعالجة القضائية. كما يهدف المشروع إلى تقليل العبء الواقع على المحاكم من خلال تعزيز التسويات الودية.

الأرقام تتحدث عن نفسها: وفقًا لـبنك المغرب، تم إجراء حوالي 30 مليون عملية دفع بالشيك في عام 2024، بإجمالي مبلغ قدره 1.319 مليار درهم، منها قرابة مليون شيك مرفوض لعدم وجود أو كفاية الاعتماد. بين عامي 2022 ومنتصف 2025، تم تقديم 180.000 شكوى وأكثر من 76.000 شخص تم ملاحقتهم قضائياً، منهم قرابة 59.000 محبوسين.

في مواجهة هذا الوضع المقلق، تسعى الحكومة إلى إدخال إصلاح في السياسة الجنائية. اعتبارًا من الآن، سيكون دفع الشيك غير المدفوع مع غرامة نسبتها 2% كافيًا لـإنهاء الملاحقات القضائية — هذا تغيير جذري مقارنة بالنظام السابق الذي كان يفرض غرامة نسبتها 25%. كما ينص مشروع القانون على إمكانية التوصل إلى اتفاق ودي في جميع مراحل المحاكمة، بما في ذلك أثناء تنفيذ العقوبة.

تغيير آخر ملحوظ: ينص النص على إعفاء جنائي للحوادث المتعلقة بالدفع التي تحدث بين أفراد نفس العائلة (الأزواج أو الأجداد). بالإضافة إلى ذلك، سيمكن مساهمة تحررية العديد من المواطنين من تصحيح وضعهم القانوني من خلال دفع غرامات ضريبية مخففة.

بعيدًا عن الجانب الزجري، يندرج هذا الإصلاح ضمن استراتيجية وطنية لتحديث المعاملات المالية والتجارية. وهو استجابة لضرورة إعادة تحفيز الثقة الاقتصادية بينما يتم تخفيف الضغط عن المحاكم. يأمل الحكومة بذلك أن يفتح صفحة جديدة حول «الشيك-المشكلة» ليعيد له الطابع الموثوق كأداة خدمية للتبادلات والثقة بين الفاعلين الاقتصاديين.

زر الذهاب إلى الأعلى