عنوان غير تقليدي! استهلاك البيرة يزيد من جاذبية البشر للبعوض!!

قد تفسر استهلاك البيرة لماذا تُلسع بعض الأشخاص بشكل أكبر من الآخرين. هذا ما يكشف عنه دراسة أجراها باحثون من جامعة رابود في نيميغن، هولندا، والتي تضع رابطًا قابلًا للقياس بين الاستهلاك الأخير للبيرة وزيادة ملحوظة في جاذبية البشر لهذه الحشرات.
نُشرت الدراسة في 26 أغسطس 2025 على منصة bioRxiv العلمية، حيث تشير إلى أن الأشخاص الذين تناولوا البيرة خلال الساعات التي سبقت تعرضهم للبعوض يعرضون أنفسهم لخطر أكبر من اللدغات، يُقدّر بحوالي 35% مقارنة بمن لم يتناولوا البيرة.
تجربة في ظروف واقعية
تعتمد الدراسة على تجربة أصلية أُجريت خلال مهرجان الموسيقى “لوولاندز”، الذي يُقام سنويًا في هولندا. في عام 2023، قام الباحثون بإنشاء مختبر مؤقت داخل حاويات بحرية مُجهزة بتجهيزات للمراقبة.
شارك في التجربة نحو 500 فرد. حيث طُلب منهم أولاً ملء استبيان مفصل يتناول تغذيتهم، واستهلاكهم للكحول، ونظافتهم، وسلوكهم خلال المهرجان. بعد ذلك، خضع المتطوعون لاختبار معياري: فقد أدخل كل شخص ذراعه في قفص يحتوي على بعوض إناث من نوع أنوفيلس، المعروف بأنها نواقل للأمراض وحساسة بشكل خاص للإشارات الكيميائية التي تصدرها الحاضنة البشرية.
بفضل نظام الكاميرات، قارن الباحثون عدد البعوض الجاذب لجلد المشاركين مع الذي جذبته مصدر من السكر وُضعت في القفص كمرجع.
نتائج هامة
تظهر الملاحظات أن الأشخاص الذين تناولوا البيرة في الاثنتي عشرة ساعة التي سبقت التجربة جذبوا عددًا أكبر بكثير من البعوض. وفقًا للبيانات المُحللة، كانت احتمالية لسعهم أكبر بمعدل 1.35 مرة مقارنة بالمشاركين الذين لم يتناولوا الكحول، أي زيادة تصل إلى 35%.
يقدم الباحثون عدة فرضيات لشرح هذه الظاهرة. فقد يُحدث استهلاك الكحول، وخاصة البيرة، تغييرًا في التركيب الكيميائي للعرق والتنفس، ويزيد من درجة حرارة الجسم، أو يؤثر على عملية استقلاب السكر في الدم، وهي عوامل معروفة بجذب البعوض.
تأثير غير مباشر للكحول على الجسم
تندرج هذه الدراسة في إطار أوسع من الأبحاث المتعلقة بتأثيرات الكحول على الجسم البشري. بينما تم توثيق الآثار السلبية لاستهلاك الكحول على الدماغ والكبد والجهاز القلبي الوعائي بشكل جيد، تظل تأثيراته على جاذبية البعوض غير معروفة بشكل كبير للعموم.
ومع ذلك، يشدد المؤلفون على أن نتائجهم لا تعني أن البيرة هي الوحيدة المسؤولة. تعتمد جاذبية البعوض على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الجينات، والرائحة الجسمانية، وثاني أكسيد الكربون المنبعث، والتعرق، والبيئة المحيطة.
تداعيات عملية محدودة ولكن توضيحية
بينما لا تدعو هذه الأبحاث إلى توصيات صحية محددة، إلا أنها تُبرز أسبابًا إضافية جعلت بعض الأشخاص يبدون أكثر تعرضًا للسعات من غيرهم، خاصة خلال الفعاليات في الهواء الطلق.
يعتقد الباحثون أن هذه النتائج قد تسهم، على المدى الطويل، في تحسين استراتيجيات الوقاية من اللدغات، خاصة في السياقات الاحتفالية أو في المناطق المهددة بالأمراض التي ينقلها البعوض.
ويشددون أخيرًا على أن دراسات إضافية ستكون ضرورية لتأكيد هذه الملاحظات خارج إطار المهرجان ولمعرفة الآليات البيولوجية الدقيقة التي تلعب دورًا في ذلك.






