موضة و جمال

الرفاهية: العلاجات الطبيعية المغربية تجذب زبائن أكثر شباباً

تشهد منتجات التجميل والرفاهية التي تعتمد على مكونات طبيعية ازدهاراً حقيقياً في المغرب. مدفوعةً بجيل يهتم بالصحة والأصالة والبيئة، تعيد هذه الاتجاهات تعريف قواعد السوق التجميلية الوطنية.

يتمتع سوق الرفاهية الطبيعية في المغرب بسمعة ديناميكية تضعه ضمن الأكثر حيوية في القارة. بعد أن كانت محصورة لفترة طويلة في الاستخدام التقليدي، تعيش منتجات مثل زيت الأركان والغسول، أو التين الشوكي، حياة جديدة، حيث أعاد شُبَّان ورواد أعمال محليون ابتكارها. في الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، تركز علامات مثل بوتانيكا، بيونور، وترارس دأماند على تتبع المصادر، والصناعة اليدوية، وشفافية المكونات لجذب زبائن متطلبين ومرتبطين بالتكنولوجيا.

تتراوح أعمار الفئة العمرية بين 25 و40 عاماً، وهم المحركون الرئيسيون لهذا التحول، ويجمعون الآن بين الجمال والصحة والاستدامة. يصاحب العودة إلى الوصفات المغربية التقليدية اهتمام ملحوظ بالتصميم العصري، والتسوق عبر الإنترنت، والصيغ البيئية. في رفوف المحلات الكبرى وكذا في الأسواق الافتراضية، تتنافس المجموعات المحلية مع العلامات التجارية الدولية الكبرى، مع تسليط الضوء على مهارات التعاونيات القروية.

يمكن ملاحظة هذا التطور أيضاً في مساحات الاسترخاء الحضرية. فحَمَّامات تقليدية تم تحديثها تتجاور مع منتجعات صحية تعيد ابتكار الطقوس المغربية بمسة عصرية. في مراكش والدار البيضاء، تصل برامج العناية بالرفاهية الشاملة، التي تجمع بين المساج، والتأمل، والعلاجات الطبيعية، إلى الاكتظاظ في عطلات نهاية الأسبوع. أصبحت التجربة المطلوبة تتجاوز الآن مجرد الرعاية، حيث تعكس لحظة من إعادة الاتصال الحسي، بين التراث الثقافي وفن العيش العصري.

يطالب المشتغلون في هذا القطاع الآن بتنظيم أفضل لضمان أصالة المنتجات وحماية المنتجين. لا يزال الشعار البيئي غامضاً، وتختلف شهادة المكونات الطبيعية بحسب الموزعين. يدعو المحترفون إلى توحيد المعايير والاعتراف الرسمي بمنتجات الأرض، وخاصة لدعم الصادرات.

مع سوق يُقدَّر بأكثر من 3 مليارات درهم، تمثل الرفاهية الطبيعية رافعة نمو استراتيجية للاقتصاد المحلي. تستفيد التعاونيات النسائية، وخاصة في مناطق سوس ماسة والحوز، من هذه الطلب المتزايد لتعزيز نموذجها الاقتصادي وتوسيع فرصها في السوق الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى