الجمعة السوداء 2025.. المستهلك المغربي يستعيد قوته
تؤكد نسخة 2025 من بلاك فرايدي تحولا عميقا في الاستخدامات الرقمية في المغرب. لم يعد مجرد سباق نحو العروض: بل أصبح يكشف عن مستوى الثقة، والنضج، ومتطلبات المشترين عبر الإنترنت. توضح البيانات التي تم تحليلها بواسطة Concli.com استنادا إلى تقرير DHL 2025 وجود مستهلك أكثر وعيا، واختيارا، وأصبح محركا لتحول السوق.
في صميم هذه التطورات، هناك حقيقة بارزة: المغرب من بين الدول التي تتمتع بأعلى مستوى من الثقة في عروض بلاك فرايدي، حيث يحتل الرتبة الرابعة على المستوى العالمي، خلف أسواق أوروبية متقدمة في الرقمنة. لا تأتي هذه الثقة من حماس أعمى، بل من استخدام أكثر استراتيجية للتجارة الإلكترونية.
في الواقع، الغالبية الساحقة من مستخدمي الإنترنت المغاربة تستعرض المنتجات على الإنترنت عدة مرات في الأسبوع. يقومون بالتفحص، والمقارنة، والتحقق. لكن ثلاثة من كل عشرة فقط يخطون خطوة الشراء بالوتيرة ذاتها، مما يدل على أنهم لا يوافقون على إجراء عملية إلا بعد مقارنة الأسعار والتقييمات وشروط الإرجاع. لذا، يصبح بلاك فرايدي فترة اختبار حقيقية للمنصات: الشفافية، موثوقية التسليم، وضوح سياسات الإرجاع… لا يُترك شيء للصدفة.
في هذا النظام البيئي المتغير، تحتفظ Jumia بصدارتها، تليها Avito، بينما تسرع Temu، المنصة الصينية المتخصصة في الأسعار المنخفضة، في التقدم. إن هذه الزيادة تعكس الشهية المتزايدة للعروض الدولية والأسعار المنخفضة.
تمتد هذه التحولات أيضًا إلى وسائل الدفع. يبقى الدفع عند التوصيل هو الأكثر شيوعًا، لكن بطاقات الائتمان والمحافظ الإلكترونية تتقدم بسرعة، مدفوعةً بالأجيال الشابة التي تعتمد بشغف حلول الدفع بالتقسيط لإدارة ميزانيتها بشكل أفضل خلال فترات العروض.
بعد ذلك، أصبحت الاستدامة معيارًا حاسمًا. يشير أغلبية واسعة إلى أن هذا الجانب يؤثر في مشترياتهم، وأكثر من مستهلك واحد من كل اثنين يفضل الآن المنتجات المعاد تجديدها أو المستعملة. وهذه الممارسة مدفوعة بكل من البحث عن التوفير وحساسية بيئية متزايدة.
في النهاية، يُثبت بلاك فرايدي 2025 أنه مقياس حقيقي للانتقال الرقمي في المغرب. لم يعد المستخدمون يغوون بسلاسل “تخفيضات 70%”: بل يتوقعون، ويقيمون، وفوق كل شيء، يطالبون بقيمة حقيقية. إنها إشارة واضحة للاعبين في مجال التجارة الإلكترونية: عصر المشتري السلبي قد ولى، وعصر المستهلك الذي يملك زمام الأمور قد ترسخ.
