معرض “أثرٌ خالد” للفنان محمد بنشلال في متحف قطر الوطني: استكشاف متجدد للأزياء عبر الثقافات
الدوحة، قطر – 25 أكتوبر 2024 – تستضيف مبادرة الأعوام الثقافية معرضًا فنيًا استثنائيًا بعنوان أثرٌ خالد: فنّ يتجاوز الزمن، يُعد أول معرض فردي مخصص لأعمال المصمم المغربي الهولندي محمد بنشلال، في متحف قطر الوطني. ويأتي هذا المعرض ليعرض مجموعة من الأزياء الراقية المستوحاة من جماليات الطبيعة في قطر، صُممت بعناية ودقة خلال فترة إقامته في ليوان، استديوهات ومختبرات التصميم. يتميز المعرض، الذي يقام في صالة العرض رقم 13، بتركيزه على الحرفية العميقة لدى بنشلال، إلى جانب التزامه الملموس بالموضة المستدامة.
يُقام المعرض في الفترة من 1 نوفمبر 2024 إلى 18 يناير 2025، حيث يُقدم قطعًا من أزياء بنشلال كأعمال فنية بجوار العمارة القطرية التي كانت مصدر إلهام لتصاميمه. ويعد بنشلال من الأسماء البارزة التي نجحت في المزج بين الأسلوب العصري والمواد المستدامة، ليعكس هذا التناسق بين الحرفية والبيئة في تصاميمه.
صرّحت الشيماء أيوب، القيّم الفني للمعرض، بأن ازدهار تصميم الأزياء في العالم العربي خلال السنوات العشر الماضية كان نتيجة لدعم مؤسسات مثل “فاشن ترست العربية” و”مجلس الأزياء العربي” التي ساهمت في بروز المواهب العربية والعالمية. وأضافت: “إن إبداعات بنشلال تمثل إنجازًا مميزًا وإضافة مهمة للتراث الثقافي في مجال الموضة.”
بدأت علاقة بنشلال مع قطر في عام 2021، عندما حصل على جائزة “فاشن ترست العربية” المرموقة، مما أتاح له فرصة الإقامة الفنية في “ليوان” لاستكشاف الفن القطري وأساليبه الأصيلة. هذا التعاون الفني والثقافي المتمثل في المعرض الحالي يجسد هذا التمازج الفريد بين الأزياء الراقية والتأثيرات الشرق أوسطية.
وعن أهمية هذا المعرض، عبّر بنشلال قائلاً: “يعتبر هذا المعرض حدثًا بارزًا في مسيرتي المهنية. شرفٌ لي أن أعود إلى هذا المتحف بعرضي الخاص بعد عامين فقط من حصولي على الجائزة. يمثل هذا المعرض تقديري للثقافة العربية، واحتفاءً برؤيتها في عالم الموضة.”
علاوة على عرض أزياء بنشلال، يتعاون متحف قطر الوطني مع منصة M7 لإبراز الروابط بين الثقافتين القطرية والمغربية، مستعرضًا التطور التاريخي للأزياء واستخدام التقنيات المستدامة في صناعتها. ومن ضمن القطع المعروضة، تُبرز “الدفة” التقليدية المصنوعة من الصوف والمزينة بنقوش الزري اليدوية، التي تُمثل تراثًا ثقافيًا عريقًا من مقتنيات المتحف.
كما تشهد أروقة المعرض تعاونًا مميزًا مع المصممة القطرية مشاعل النعيمي، مؤسسة علامة “مهفهف”، التي تقدم إعادة تخيل حديثة للدفة القطرية من خلال تصميم عباءة من حرير التوسار، مستوحاة من باب القصبة المعماري الأثري.
وتعليقًا على هذا التعاون، قالت موزة سالم الكواري، قيّم مساعد التاريخ والآثار في متحف قطر الوطني: “يعكس عرض الدفة تطور الملابس من غرضها الوظيفي إلى رمز للزينة والجمال، حيث نسعى إلى وصل الماضي بالحاضر، وتعزيز التبادل الثقافي من خلال الأزياء.”
يتيح المعرض للزوار تجربةً ثقافية غنية تستعرض مزيجًا متناغمًا بين الأزياء التقليدية والحديثة، والتزام بنشلال بالحفاظ على البيئة من خلال تصميماته. يأتي المعرض بمثابة منصة للاحتفاء بالتراث القطري والمغربي، ويشكل تجربةً فنية فريدة تستكشف جماليات الأزياء عبر الزمن والثقافات.