موضة و جمال

ربع قرن من الأناقة: أسبوع القفطان 2025 يحتفي بالتراث ويستشرف المستقبل

 

 

في أجواء احتفالية راقية، اختتمت فعاليات أسبوع القفطان 2025 بعرض مبهر احتضنه قصر البديع التاريخي بمراكش مساء السبت، احتفاءً بمرور 25 سنة على انطلاق هذا الحدث الفني والثقافي الرائد. العرض الذي حمل عنوان “قفطان، إرث بثوب الصحراء” كان تجسيدًا بليغًا لجمال الصحراء المغربية، واحتفاءً بذاكرة القفطان كموروث متجدّد.

بلمسات فنية راقية، قدّمت أربع عشرة مصممة مغربية مجموعات استثنائية استلهمن فيها ألوان الصحراء، بريق نجومها، وهدوء أفقها. تنوعت الخامات بين الكريب الحريري والمخمل الفاخر والتطريزات الذهبية، في مزيج جسّد تزاوجاً أنيقاً بين الأصالة والحداثة. وقد نجحت المصممات في تقديم لوحات أنثوية تعكس الجرأة والإبداع، وتؤكد أن القفطان المغربي بات لغة عالمية تتجاوز المفهوم التقليدي للزي.

تميّزت الدورة الخامسة والعشرون بلحظات تكريم مؤثرة، حيث تم الاحتفاء بعدد من الشخصيات التي ساهمت في ترسيخ مكانة أسبوع القفطان كمحفل مرجعي في الأزياء التراثية. كما تم تكريم خمسة معلمين حرفيين من طرف وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، السيدة فاطمة الزهراء عمور، وذلك تقديراً لعطاءاتهم في صون الحرف اليدوية ونقلها للأجيال.

هذا التكريم لم يكن فقط اعترافًا بالأيادي التي تصنع الجمال، بل تأكيدًا على أن القفطان المغربي يستمد أصالته من المهارات الدقيقة والفنون العريقة التي تتناقلها الورشات الحرفية في صمت وإتقان.

واختُتم العرض بلوحة فنية راقية، مزجت بين الأزياء والموسيقى في انسجام متناغم، حيث أضفى أداء الفنانين منال بنشليخة، حاتم عمور، ومحمد عاطف طابعًا شاعريًا زاد من سحر اللحظة. كما شهدت السهرة حضور شخصيات مرموقة من عالم الثقافة والفن، من بينهم سلمى بنعمر، ميميا لوبلان، نيلي كريم وأسماء الخمليشي.

تميزت دورة 2025 بإقبال جماهيري كبير وتغطية إعلامية واسعة وطنياً ودولياً، مما جعل منها لحظة مفصلية في تاريخ الحدث. وقد برهنت هذه النسخة على أن أسبوع القفطان لم يعد مجرد عرض أزياء، بل ملتقى ثقافي وإبداعي يعكس هوية مغربية أصيلة تنفتح على العالم برؤية حداثية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى