آخر الأخبارأخبار الماركاتتكوين و عملسلايدر

إطلاق ماجستير تنفيذي حول أداء البنايات والتدبير المجالي

من طرف مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم (SAP+D) بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)

يتمثل الهدف من إطلاق هذا الماجستير في الاستجابة إلى الطلب المتزايد على المتخصصين المؤهلين في مجال التدبير والتخطيط المبتكر للبنايات والمجالات الترابية الذكية والمستدامة.

في ظل تزايد وتيرة التعمير العالمي، أضحت تشكل المدن والمناطق الحضرية أقطاباً للنمو الاقتصادي بمساهمتها بما يناهز 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي الإحصائيات الأممية الرسمية تُشير إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المناطق الحضرية منذ سنة 2007، وهي نسبة من المتوقع أن تعرف تزايدا خلال السنوات المقبلة لتصل إلى 60 في المائة بحلول سنة 2030. وعلى مستوى القارة الإفريقية، من المتوقع أن تعرف المدن التي تشهد ارتفاعا متزايدا في عدد سكانها، انفجارا ديمغرافيا كبيرا بحلول سنة 2050 مع تسجيل زيادة 950 مليون نسمة إضافية.

وفي الوقت الذي سيكون فيه التحول الحضري الإفريقي محملا بالكثير من الفرص المهمة فهناك تحديات تعيشها أفريقيا في الوقت الراهن بسبب عدم خضوع هذا التحول لتوجيه استشرافي قصد تأهيل هذه الطفرة في البناء والتعمير لكي يستجيب بالأساس للاحتياجات السوسيو -اقتصادية للمجمعات البشرية عبر سكن لائق وتعمير مستدام.
ونظرا إلى وتيرة البناء السريعة والتعمير الغير المقنن، سيكون لهذه المباني المتكررة أثر سلبي على البيئة المجالية للأحياء والمدن والأقاليم على حد سواء.

رغم أن التخطيط الحضري الحالي يعطي رؤية جزئية حول الإنتاج المعماري والعمراني المحلي لابد من الإقرار كذلك بغياب مؤشرات الأداء وتقييم البنايات والتوسع المجالي لرصد وتأطير نتائج هذا التخطيط ومدى نجاعته، وبالتالي، وعلى الرغم من وجود وثائق تخطيط المدن والوثائق التنظيمية المعمارية، تبقى تجليات المشهد الحضري والطبيعي لا ترقى للمستوى المطلوب على مستوى الموازين الاجتماعية والثقافية، والبيئية، والإيكولوجية، والاقتصادية.

يُعد التخطيط والتدبير الحضري المجالي إذا من قضايا التنمية المستدامة على اعتبار أن فهم دينامية وتأثير التحضر والتعمير، عبر تقييم أداء أنظمة البناء والأنظمة العمرانية المحيطة بها، بغية سن سياسات محلية ووطنية هادفة وشاملة، والتي تتناسب مع الواقع المجالي الإفريقي.
وعلى مستوى المغرب، أصبحت مسألة التخطيط الحضري أساس السياسة التنموية للمملكة، إذ انخرط المغرب منذ أكثر من عشر سنوات في وضع سياسة استباقية للتنمية المستدامة عبر تنمية ترابية فعالة ومستدامة. نتيجة لهذه المعطيات، ينهج المغرب حاليا سياسة المدن المستدامة على المستوى الوطني، خصوصا عبر خلق مشاريع عمرانية هيكلية سواء عبر تصحيح المنظومة التعميرية من جهة أو إحداث مدن جديدة من جهة أخرى.

ومن أجل دعم هاته السياسة الوطنية ومسايرة هذا التطور، تُطلق مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم (SAP+D)، ماجستير تنفيذي حول أداء البنايات والتدبير المجالي “Executif BIM for Building Performance & Territorial Management”، بشراكة فعالة مع مؤسسة “WeLearn”، بصفتها واحدا من بين الرواد في قطاع الجيل الجديد للتكوين والمقاربات التربوية الابتكارية بالمغرب. هذا الماجستير يندرج في رؤية جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية التي تضع البحث والابتكار في قلب مشروعها التعليمي كمحرك للنموذج التنموي المستدام للمغرب وإفريقيا الجديدة،.

وفي هذا الاتجاه، قال البروفسور حسن رضوان، مدير مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم، والمدير التربوي لماجستيرBIM for Building Performance & Territorial Management : ” تُعد مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم (SAP + D) مدرسة الابتكار في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري/الترابي والتصميم من خلال التعليم الذكي والبحث وتطوير حلول ميدانية ناجعة تستجيب للتحديات المجالية المغربية والأفريقية “. وأضاف المتحدث ذاته، أن المدرسة تهدف إلى “المساهمة في التنمية المعمارية والحضرية والترابية المرنة والمستدامة والذكية على المستوى الوطني والإفريقي، عبر معرفة وضبط السياقات الجغرافية والاجتماعية والثقافية والتقنية والبيئية المختلفة. ويعد تقديم هذا الماجستير في هذا الوقت المثالي، استجابة للطلب المتزايد لمهارات متقدمة متعددة لمتابعة مشاريع الهيكلة المعمارية والعمرانية التي جرى إطلاقها على المستويين الوطني والقاري “.

سيقدم الماجستير الذي سيبدأ شهر مارس المقبل تكوينا متعدد التخصصات، وسيكون موجها لجميع المهنيين العاملين في المجالات المرتبطة بالهندسة المعمارية والمدنية والمجال الترابي والتخطيط العمراني وكذا الفاعلين في مجال وضع الإستراتيجيات الترابية أو تنفيذ المشاريع المعمارية والعمرانية، سواء في القطاعين العام أو الخاص.
ويتتبع هذا الماجستير الدوام الجزئي المنسجم مع جدول أعمال المهنيين ومفتوح أيضا لنسبة من الخريجين الشباب قصد خلق قاعدة تربوية لتبادل الخبرات سواء لإغناء مسار المهنيين أو شحذ معرفة متقدمة للخريجين الجدد ذو خبرة محدودة مع مؤهلات ابتكارية.

وسيعمل فريق أكاديمي ذو خبرة عالية على تقديم الوحدات التكوينية، وهو الفريق الذي سيضم أكاديميين وممارسين يحضون بسمعة علمية وخبرة عالية في الميدان. بالإضافة إلى كل ما ذكر، فهذا الماجستير الجديد يُقدم للخريجين مقاربة تربوية ذكية تُمكنهم من اكتساب المهارات الأساسية بالاعتماد على ذواتهم بفضل منهجية E-learing، وذلك قبل تتبعهم عملية دراسات الحالات الميدانية التي سيشرف عليها فريق من الأساتذة بشكل حضوري. وسيتمكن خريجو هذا الماستر خلال أنشطتهم الحضورية داخل حرم جامعة محمد السادس ببن جرير، من الاستفادة مما لديها من أحدث المرافق، والمختبرات الحية كـ”المدينة الخضراء بن جرير”، و Green Energy Park(الحديقة الطاقية الخضراء)، بالإضافة إلى إمكانية الولوج لشبكة المدن الذكية التابعة للمكتب الوطني للفوسفاط.

وفي هذا الاتجاه، أوضح البروفسور حسن رضوان: ” تتجلى مهمتنا في تكوين جيل جديد من خريجي هندسة البنايات والتصميم الحضري لهم القدرة على العمل على عدة أبعاد متعددة التخصصات، ومتعددة المستويات، ومواجهة تحديات السوق الأفريقية التي تشهد سنة تلوى الأخرى تغيرا سريعا، ذلك أن هذا التكوين المبتكر يسعى إلى ربط الأداء على صعيد الهندسة المعمارية والاستدامة وعلاقتها بالمستوى الحضري والترابي لفائدة الفاعلين المستقبليين في هذا المجال”.
وأشار البروفسور رضوان إلى أن ” خريجي هذا الماجستير سيحصلون أيضا على المعرفة الأساسية حول الأدوات الرقمية المصاحبة لمختلف عمليات التخطيط والإدارة والتأثير في الاستشراف المعماري والعمراني، انطلاقا من حجم المبنى وصولا إلى مكان تواجده، كما سيفتح في وجه الخريجين آفاقا جديدة على المستوى الأكاديمي ومجال الشغل أيضا”.

وبمجرد انتهاء التكوين، سيكون بمقدور الخريجين القيام بالعديد من المهام المتمثلة في الاستطلاع، التحليل والتقييم، فضلا عن إدارة الآثار البيئية للأداء الترابي الخاص بمشاريع البناء، إلى جانب اقتراح وتقديم حلول تخطيط إقليمية بديلة لجميع التأثيرات البيئية المحتملة المرتبطة بالمشاريع المعمارية.

وفي الأخير، ستصبح المدن من خلال اختيار تشييد المباني المستدامة، على النحو الذي دعا إليه الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، مدنا آمنة ومستدامة، يستطيع جميع الأفراد داخلها العيش والاستمتاع بحياة كريمة، وبالتالي الانتماء إلى الديناميكيات الإنتاجية للمدينة وتحقيق الازدهار والاستقرار المشترك دون الحاجة إلى إلحاق الضرر بالبيئة. ولهذا سيستطيع خريجي هذا الماجستير دراسة التأثير البيئي (EIE) وإتقان مختلف الأدوات الرقمية الخاصة بالتخطيط، إلى جانب إدارة المشاريع وطرح رؤى ابتكارية مرتبطة بالتخطيط الترابي ونجاعة استغلال الموارد.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى