تكنولوجيات

حماية المستهلك المتصل في صلب الأولويات

أبرزت الدورة السادسة من “اليوم المغربي للمستهلك”، التي أقيمت يوم الثلاثاء في الدار البيضاء، ضرورة ملاءمة الإطار التنظيمي مع التطورات السريعة في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي، مع وضع حقوق المستهلك في صميم الأولويات.

تحت شعار “التجارة الإلكترونية والبيانات الشخصية: ما هي الحماية للمستهلك المتصل؟”، سمحت هذه اللقاءات بإبراز القضايا المرتبطة بممارسات التجارة الإلكترونية في المغرب، ولا سيما من حيث الموافقة وأمان البيانات الشخصية، في سياق يتسم بتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي وتحويل العلاقات بين المستهلكين والمشغلين.

وفي هذه المناسبة، أكد إسماعيل محمد أوترقيس، رئيس قسم “رقابة الممارسات التجارية” بوزارة الصناعة والتجارة، على أهمية ضمان موافقة مستنيرة حقاً قبل إبرام أي عقد لبيع عبر الإنترنت.

وقال: “يجب على المزوّد وضع نظام تحقق واضح يتطلب من المستهلك تفعيل مربع يؤكد أنه قد اطلع وقبل الشروط العامة للبيع”، مشيراً إلى أن هذه الالتزامات منصوص عليها في القانون 31.08 المتعلق بحماية المستهلك.

ومع ذلك، أشاد السيد أوترقيس بأنه على الرغم من هذه المتطلبات الأساسية، فإن العديد من البائعين عبر الإنترنت لا يمتثلون لها بالكامل، خاصة بعض المنصات التي تقتصر على تقديم معلومات عن المنتج دون الذكر الضروري، مذكراً بأن الوزارة توفر للمواطنين بوابة رقمية مخصصة لتقديم الشكايات.

بدوره، أوضح نبيل توفيق، مؤسس “اليوم المغربي للمستهلك”، أن هذا الحدث يهدف إلى خلق فضاء للحوار الجاد بين جمعيات الدفاع عن حقوق المستهلكين والمؤسسات العامة والشركات.

وأشار: “هذا العام، تركز النقاشات على التحولات السريعة في الاستخدامات الرقمية، لا سيما التسوق عبر الإنترنت، والدفع غير النقدي، والاستهلاك المتصل، كلها ممارسات تعرض المواطنين لمخاطر جديدة مثل سرقة الهوية، والكشف عن البيانات، أو الاحتيال في التسليم”.

ومن جانبه، أبدى جواد دابونو، أستاذ جامعي في جامعة الحسن الأول، القضايا الخاصة المرتبطة بظهور الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: “نحن نعيش في بيئة يتسم فيها المعالجة الضخمة والفورية للبيانات الشخصية، من خلال خوارزميات تتزايد تعقيداً”، مشدداً على “الأمر الذي يؤدي إلى زيادة العجز بين المستهلك والمشغلين الاقتصاديين، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى عدم الشفافية في التقنيات المعتمدة”.

شهدت هذه اليومتين عقد لوحتين نقاشيتين، تناولت الأولى الإطار القانوني والتنظيمي للتجارة الإلكترونية، في حين منحت الثانية الشركات الفرصة لمشاركة تجاربها حول تأمين البيانات والمعاملات الرقمية.

وبالتالي، ذكّرت نسخة هذا العام من “اليوم المغربي للمستهلك” بضرورة تعزيز الإشراف على المجال الرقمي من أجل حماية أفضل للبيانات الشخصية مع مواكبة التحول الرقمي.

زر الذهاب إلى الأعلى