أظهرت دراسة جديدة صادرة عن شركة Visa بعنوان Stay Secure أن ثقة المغاربة في المدفوعات الرقمية تتزايد بشكل ملحوظ، حيث أكد 76% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يثقون بشكل كبير أو كامل في هذه الوسائل، رغم استمرار التهديدات المرتبطة بالاحتيال الإلكتروني.

الدراسة، التي شملت عينة واسعة من المستهلكين، كشفت أن 97% من المغاربة يتخذون احتياطات نشطة لتأمين معاملاتهم عبر الإنترنت، وهو ما يعكس وعيًا متناميًا بمخاطر الاحتيال ورغبة في تعزيز الحماية الذاتية. كما بيّنت أن 74% من المستجوبين يتوقعون الاعتماد أكثر على وسائل الدفع الرقمية خلال الأشهر الـ12 المقبلة، فيما جرب 75% منهم مؤخرًا طريقة دفع جديدة واحدة على الأقل.

ورغم هذا الوعي، أوضح التقرير أن 49% من المستهلكين يعترفون بضعفهم أمام أساليب الاحتيال مثل التصيد الإلكتروني، بينما يرى 93% أن أصدقاءهم أو أفراد أسرهم قد يكونون عرضة لمثل هذه المخاطر. وفي المقابل، أكد 68% من المغاربة أنهم قادرون على التعرف على محاولات الاحتيال بفضل تبني سلوكيات وقائية مثل تجنب الرد على الرسائل أو المكالمات المشبوهة، والامتناع عن مشاركة بياناتهم المالية.

وقالت ليلى سرحان، نائب الرئيس الأول ومديرة مجموعة الدول لأفريقيا الشمالية والمشرق وباكستان لدى Visa:
“النسخة الأخيرة من دراسة Stay Secure تؤكد أن المستهلك المغربي أصبح أكثر وعيًا وتطورًا في تعامله مع المدفوعات الرقمية، حيث يدرك المخاطر الأمنية ويشارك بنشاط في حماية بياناته. الثقة العالية التي ما تزال حاضرة رغم التحديات تعكس القيمة والراحة التي توفرها حلول الدفع الإلكتروني في المغرب.”

وتُبرز نتائج الدراسة أن الأمان يظل معيارًا أساسيًا لاختيار وسيلة الدفع بالنسبة لـ46% من المستهلكين المغاربة، بينما يعتبر 66% أن سهولة الاستخدام من أبرز مزايا المدفوعات الرقمية، إذ تمنحهم القدرة على الدفع في أي وقت ومن أي مكان.

على المستوى الدولي، تواصل Visa استثماراتها لتعزيز أمن المدفوعات الرقمية، حيث ضخت 3.3 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للبيانات خلال العقد الماضي. كما أطلقت سنة 2024 ثلاث حلول جديدة ضمن مجموعة Visa Protect، تهدف إلى التصدي للاحتيال في المدفوعات الفورية من حساب إلى حساب (A2A)، والمعاملات بدون بطاقة فعلية (CNP)، إضافة إلى العمليات التي تتم داخل وخارج شبكة Visa.

وتشير الشركة إلى أن تقنياتها القائمة على الذكاء الاصطناعي مكنت خلال العام الماضي من منع عمليات احتيالية بقيمة 40 مليار دولار حول العالم، ووقف 80 مليون معاملة مشبوهة، إضافة إلى تجنب خسائر تقدّر بأكثر من 122 مليون دولار في التجارة الإلكترونية.

بهذا، تعكس نتائج دراسة Stay Secure التحول المتسارع نحو مستقبل رقمي أكثر أمانًا في المغرب، حيث يلتقي وعي المستهلكين مع ابتكارات الشركات لتأمين بيئة مالية رقمية موثوقة ومستدامة.