آخر الأخبارخدمات إدارية

وجدة.. انطلاق مشروع تنموي طموح لدعم المناطق الجبلية بجهة الشرق

في مسعى لتعزيز التنمية القروية المستدامة بالمناطق الجبلية لجهة الشرق، أطلقت المديرية الإقليمية للفلاحة بوجدة حملة تواصلية ميدانية بعدد من الجماعات القروية التابعة لعمالة وجدة أنكاد، بهدف تعريف الساكنة المحلية بمضامين مشروع دعم التنمية القروية المندمجة، الممتد ما بين سنتي 2024 و2030، والممول بشراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الفيدا).

ويُعد هذا المشروع أحد أبرز المبادرات التنموية بالجهة، إذ يستهدف 19 جماعة ترابية موزعة على أقاليم وجدة أنجاد، وبركان، وجرسيف، والدريوش، مع تركيز خاص على المناطق الجبلية لسلسلة “بني يزناسن”. ويضع البرنامج ضمن أولوياته إدماج الشباب والنساء في الدورة الاقتصادية المحلية، بتخصيص 40 في المائة من المستفيدين للشباب و30 في المائة للنساء، في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى تكافؤ الفرص وتحفيز روح المقاولة القروية.

وفي تصريح إعلامي، قال المدير الإقليمي للفلاحة بوجدة، محمد الفضيلي، إن المشروع “يشكل رافعة حقيقية لتحقيق تنمية متوازنة في العالم القروي”، موضحاً أنه يقوم على ثلاثة محاور أساسية: الرفع من مداخيل الفلاحين، وتنويع مصادر الإنتاج، وتمكين الفئات الشابة والنسائية من خلال مشاريع مدرة للدخل كأنشطة تربية النحل والماعز، والسياحة الإيكولوجية، إلى جانب فك العزلة عن الدواوير عبر إنشاء الطرق والمسالك القروية.

وأشار الفضيلي إلى أن المشروع يتضمن أيضاً غرس أصناف نباتية مقاومة للجفاف والتغيرات المناخية مثل الصبار والخروب واللوز، وتثمين المنتوجات المحلية المميزة للمنطقة، مع دعم التعاونيات الفلاحية والخدماتية، وحماية الأراضي من الانجراف بإقامة حواجز مائية وقائية. كما تمت تهيئة نحو 15 كيلومتراً من الطرق القروية لتحسين ولوج السكان إلى الأسواق والخدمات الأساسية.

وأكد المسؤول الفلاحي أن المشروع لا يقتصر على الجانب الإنتاجي فحسب، بل يشمل أيضاً بعداً اجتماعياً وإنسانياً، من خلال محاربة الأمية وتنظيم دورات تكوينية لفائدة التعاونيات، بشراكة مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، فضلاً عن مواكبة مشاريع الشباب والنساء في مجالات الإنتاج الحيواني والنباتي وتثمين المنتوجات المحلية عبر وحدات جديدة ومؤهلة.

ويهدف هذا البرنامج الطموح إلى إرساء نموذج تنموي قروي متجدد، قائم على استدامة الإنتاج وتحسين الدخل، بما يضمن بروز طبقة فلاحية متوسطة قادرة على قيادة التحول الاقتصادي والاجتماعي في المناطق الجبلية.

من جهتهم، أعرب عدد من الفلاحين عن ارتياحهم للدعم الذي توفره أطر وزارة الفلاحة، مؤكدين أن المشروع منحهم رؤية جديدة للإنتاج المحلي. وأوضح أحد المستفيدين أنه بدأ زراعة الزعفران على مساحة هكتار واحد “كمصدر بديل في ظل تراجع التساقطات المطرية”.

بدوره، قال محمد الغواطي، رئيس تعاونية لتربية الدجاج والنحل بجماعة “عين الصفا”، إن “التعاونية تضم ثمانية شباب من الجنسين، وقد بدأنا من الصفر، واليوم نعمل على توسيع نشاطنا بفضل الدعم الفلاحي، وبناء إسطبل وتجهيزه وتنظيم تكوينات لفائدة الأعضاء”.

ويُنتظر أن يسهم مشروع دعم التنمية القروية المندمجة بجهة الشرق في إحداث نقلة نوعية في البنية الإنتاجية للمناطق الجبلية، عبر تثمين مواردها الطبيعية والبشرية، وتعزيز فرص الشغل، وترسيخ أسس اقتصاد محلي مستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى