سلايدر

مدن جديدة بمشاريع متعثرة: شرافات نموذجًا لفشل التخطيط الحضري بالمغرب

مليار درهم مهدورة في شرافات: حلم المدينة الجديدة يتحول إلى كابوس

 

بعد أكثر من 15 عامًا على إطلاق مشروع مدينة شرافات الجديدة بالقرب من طنجة، تبدو النتائج بعيدة كل البعد عن التطلعات. المشروع الذي كان من المفترض أن يستوعب 150 ألف نسمة، لم يحقق سوى 0.3% من الهدف المحدد، رغم إنفاق أكثر من مليار درهم من ميزانية إجمالية تبلغ 2.8 مليار درهم.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الأخبار” في عددها الصادر بتاريخ 20 ديسمبر، لا يقطن المدينة سوى 36 شخصًا، في حين تم إنجاز 687 وحدة سكنية فقط. هذه الأرقام تؤكد تعثر المشروع الذي كان يُروج له كنموذج للتخطيط العمراني الحديث واحترام البيئة على مساحة 1300 هكتار.

أسباب هذا الفشل تعود أساسًا إلى غياب رؤية واضحة وغياب التخطيط الدقيق. إضافة إلى ذلك، يواجه المشروع نزاعات متكررة حول الأراضي، وضعفًا في التنسيق بين الأطراف المعنية، وخاصة الجماعات المحلية.

ولا يقتصر هذا التعثر على مدينة شرافات فقط، إذ تعاني مشاريع المدن الجديدة الأخرى في المغرب، مثل تامسنا قرب الرباط، وتامنصورت قرب مراكش، ولخيايطة قرب الدار البيضاء، من مشكلات مماثلة. تقرير المجلس الأعلى للحسابات أكد أن هذه المشاريع تعاملت مع المدن الجديدة كمجرد تقسيمات عقارية ذات طابع سكني محدود، دون توفير البنى التحتية أو الخدمات الأساسية التي وُعد بها السكان.

ما يزيد من تعقيد الوضع هو غياب البنى التحتية العامة التي كان من المفترض إنجازها لدعم هذه المدن. فمثلاً، مدينة تامنصورت التي كان يُفترض أن تتحول إلى مركز سياحي وجامعي وبيئي، لا تتوفر على أي من هذه المشاريع، فيما تعتمد تامسنا بشكل كامل على الوظيفة السكنية فقط.

ورغم توقيع اتفاقيات شراكة وتمويل منذ عام 2013 لمحاولة إنقاذ هذه المشاريع، إلا أن النتائج ظلت دون المستوى المطلوب، مما جعل هذه المدن مجرد مشاريع غير مكتملة بعيدة عن تحقيق الوعود التي أُطلقت عند بدايتها.

حالة شرافات وغيرها من المدن الجديدة في المغرب تطرح تساؤلات جدية حول التخطيط الحضري في المملكة. غياب الرؤية الاستراتيجية، وغياب التنسيق بين الجهات المعنية، وانعدام المتابعة اللازمة كلها عوامل تساهم في جعل هذه المشاريع نموذجًا للفشل بدل أن تكون نقاط قوة تدفع بالتنمية الحضرية إلى الأمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى