أيرلندا تراهن على المغرب من أجل منتجاتها اللبنية الفاخرة

استضافت الدار البيضاء حدثاً رفيع المستوى حول سلاسل الإنتاج في القطاعين الحليب واللحوم وتربية الماشية الإيرلندية. نظمته “بورد بيّا”، الهيئة الإيرلندية المسؤولة عن الترويج للقطاع الزراعي والغذائي، جمع هذا الندوة ممثلين رئيسيين من القطاع المغربي: استُدعي المستوردون والصناعيون والموزعون لاكتشاف خبرة وعرض إيرلندا في مجال مكونات الألبان واللحوم المستدامة.
تأتي هذه المبادرة في إطار تعاون متنامٍ. في عام 2024، أصبحت إيرلندا المورد الأول للزبدة في المغرب، حيث قدمت 2000 طن من أصل 15400 طن استوردها المملكة. كما تبوأت إيرلندا الصدارة في قطاع الكازين، حيث صدّرت 2850 طنًا، واحتلت المرتبة الثالثة في قطاع الأجبان، مع تصدير 2500 طن. تعكس هذه الأداءات اهتماماً متزايداً من قبل الصناعيين المغاربة، لاسيما في مجالات الجبن والمعجنات، بجودة المواد الخام الإيرلندية.
يسعى ندوة “الألبان واللحوم وتربية الماشية بين المغرب وإيرلندا” إلى تعزيز هذه الروابط الاقتصادية من خلال تسهيل التبادلات المباشرة بين الفاعلين في كلا البلدين. وفقًا لكيران فيتزجيرالد، المدير الإقليمي لأفريقيا في “بورد بيّا”، “الهدف هو تعزيز شراكات جديدة قوية ومستدامة. ثقة المهنيين المغاربة في منتجاتنا هي إشارة قوية، ثمرة لنموذج زراعي يركز على الجودة والأمن الغذائي والاستدامة”.
يعتمد هذا النموذج على أسس متينة. تعتمد إيرلندا على نظام إنتاج يهيمن عليه الرعي بنسبة 80%. تربي نحو 18000 مزرعة ألبان عائلية في البلاد، غالبًا ما تنتقل من جيل إلى جيل، في المتوسط 83 بقرة لكل مزرعة، بمتوسط إنتاجية 5648 لترًا لكل حيوان سنويًا. تغذى الأبقار الإيرلندية بحشيشٍ بشكل شبه حصري، مما يوفر حليبًا غنيًا طبيعيًا بالدهون والبروتينات، مثالي للتحويل إلى زبدة أو جبن فاخر.
يعتبر برنامج “أوريجن غرين”، الذي أطلقته الحكومة الإيرلندية، في قلب هذه الدينامية المستدامة. يعد حاليًا البرنامج الوطني الوحيد في العالم المخصص للاستدامة في قطاع الأغذية، والذي يجمع جميع مكونات السلسلة – من المزارعين إلى مقدمي الطعام – حول نفس الالتزام من أجل غذاء مسؤول.
بجانب المنتجات الألبانية، يسلط الندوة الضوء أيضًا على صادرات إيرلندا من لحوم الأبقار والماشية، وهذين المجالين اللذين تهدف إيرلندا إلى تعزيز وجودها فيهما في المغرب. إنها فرصة للمشاركين المغاربة لفهم معايير إيرلندا بشأن رفاهية الحيوان، والتتبع، والأمن الغذائي، المدعومة بشكل خاص بشهادات “بورد بيّا”.
“يمثل المغرب حاليًا ثالث أكبر سوق زراعي غذائي في أفريقيا. وطموحه في أن يصبح مركزًا إقليميًا يجعله شريكًا استراتيجيًا لإيرلندا”، أكد فيتزجيرالد. يتعين من خلال هذا اللقاء فتح الطريق أمام تعاون مبتكر يعود بالنفع على الاقتصادين، خاصة في مجالات تربية الماشية، والحليب، واللحوم.