المغرب يعزز ريادته في التنقل المستدام باحتضان معرض وقمة التأثير الأخضر 2025

يواصل المغرب ترسيخ مكانته كرائد إقليمي في التحول نحو أنظمة تنقل مستدامة، وذلك من خلال احتضانه لـ”معرض وقمة التأثير الأخضر 2025″، الذي سينعقد في حديقة أنفا بالدار البيضاء من 11 إلى 13 فبراير المقبل. يأتي هذا الحدث في سياق التقدم الذي أحرزه المغرب على مستوى العمل المناخي، حيث ارتقى إلى المركز الثامن عالميًا في مؤشر الأداء المناخي (CCPI 2025)، ما يعكس جهوده الحثيثة في خفض انبعاثات الكربون وتعزيز الطاقات النظيفة.
ويهدف المعرض إلى أن يكون أكثر من مجرد ملتقى للنقاشات النظرية، بل يسعى إلى توفير منصة لتبادل الخبرات بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص، وتعزيز إطار عمل يسرّع من اعتماد حلول مبتكرة تسهم في تطوير أنظمة تنقل أكثر مراعاة للبيئة. ويرتكز الحدث على مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب التنظيمية والمالية والتقنية والرقمية، مع التركيز على توفير حوافز من شأنها تشجيع الشركات على الاستثمار في حلول ذكية ومستدامة.
يحظى المعرض بدعم حكومي قوي، إذ يُنظم تحت رعاية وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الانتقال الرقمي والتنمية المستدامة، ووزارة النقل واللوجستيك، ووزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة. كما يستفيد من مساهمة فاعلين رئيسيين، مثل فدرالية النقل واللوجستيك التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ما يعكس أهمية هذا الحدث كجسر لتوحيد الجهود بين مختلف الأطراف المعنية.
وتعزز هذه القمة بُعدها الدولي من خلال استضافة فرنسا كدولة شرف، إلى جانب حضور قوي لفاعلين عالميين من الإمارات وألمانيا وكندا والصين والسويد، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للشراكة وتبادل التجارب الناجحة في مجال إزالة الكربون من وسائل النقل.
على مستوى الابتكار، يحظى الحدث برعاية مجموعة من الشركات الرائدة، مثل صندوق الإيداع والتدبير (CDG)، وهواوي، ويوتونغ، التي تلعب دورًا محوريًا في دعم التطورات التكنولوجية في قطاع النقل المستدام. كما يستفيد من دعم مؤسسات استراتيجية، مثل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وشركة “كازا ترانسبورت”، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، التي تعمل على توفير بيئة مواتية لتحفيز الابتكار في هذا المجال.
يمثل “معرض وقمة التأثير الأخضر 2025” خطوة رئيسية نحو تعزيز التحول إلى أنظمة تنقل أكثر استدامة، من خلال جمع مختلف الفاعلين حول رؤية مشتركة تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. فبفضل هذا الحدث، يواصل المغرب الدفع بعجلة التغيير نحو مستقبل أكثر استدامة، حيث تصبح وسائل النقل الذكية والصديقة للبيئة ركيزة أساسية للتنمية الحضرية والاقتصادية.