لوفتهانزا تتعرض لعقوبات بسبب إعلانات مضللة حول تعويض الكربون

قررت محكمة ألمانية أن لوفتهانزا لن تتمكن بعد الآن من الترويج للرحلات “محايدة الكربون”. يوم الإثنين 24 مارس، قضت المحكمة بمنع الشركة من الترويج لتعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كوسيلة فعالة لتحقيق حيادية الكربون لركابها. إن هذه القرار يُعتبر بارزًا في مكافحة الغسل الأخضر.
القضية رُفعت إلى المحكمة من قبل جمعية بيئية تُعرف باسم “ديتشه أومفلتهيلفه” (DUH)، والتي دانت الرسائل الإعلانية المضللة. كانت لوفتهانزا تدّعي أن ركابها يمكنهم تعويض انبعاثات رحلاتهم من خلال المساهمة في مشاريع لحماية المناخ. وكانت إحدى الشعارات تشير حتى إلى إمكانية “تقليل أو حجز” ثاني أكسيد الكربون على المدى الطويل. واعتبرت محكمة كولونيا أن هذا الوعد بلا أساس: حيث لم تثبت الشركة بشكل ملموس كيف تضمن هذه الآليات واقعية حيادية الكربون.
حكم نموذج ضد الغسل الأخضر
أشاد يورغن ريش، مدير “DUH”، بكونه “واحدة من أهم القرارات ضد الخداع والغسل الأخضر”. كما ذكر أن قطاع الطيران يُعتبر من أكثر القطاعات تلوثًا، ووصف الأمر بأنه “مُدان بشكل خاص” بيع الوعي البيئي للمسافرين مقابل مساهمات مالية.
من جهتها، أعلنت لوفتهانزا أنها ستدرس هذا الحكم بعناية. لكن هذه القضية تأتي في سياق أوسع: حيث تم انتقاد الشركة بالفعل في ديسمبر 2023 من قبل هيئة الإعلانات البريطانية (ASA) بسبب حملات مماثلة.
نقاش تعويض الكربون لا يزال في تزايد في أوروبا. ففي عام 2024، أدانت محكمة في أمستردام كيه إل إم بسبب إعلانات تعتبر مضللة. وبعد أسابيع قليلة، قامت المفوضية الأوروبية بتوجيه إنذارات لـ20 شركة طيران مشبوهة بممارسات مشابهة، مُلزمة إياهم بالامتثال في غضون 30 يومًا.
هذه العقوبة الجديدة ضد لوفتهانزا تُبرز التوتر المتزايد بين المنظمين في وجه الوعود البيئية المبالغ فيها. إنها إشارة قوية مُوجهة إلى الشركات التي تفكر في تحسين صورتها على حساب الحقيقة العلمية.