الصناعة المغربية في قلب التحول الأخضر: منتدى REACT يدعو إلى تسريع إزالة الكربون

شهد فندق الريتز كارلتون بالرباط اليوم انطلاق فعاليات النسخة الثانية من منتدى REACT، المنظم تحت شعار “من أجل صناعة مستدامة: إعادة التفكير في بصمتنا الكربونية”. ويرتقي هذا الحدث إلى مصاف المبادرات الرائدة، حيث يسعى إلى جعل الابتكار أداة مركزية في جهود إزالة الكربون من القطاع الصناعي المغربي، مساهمًا في تحقيق الانتقال البيئي للمملكة.
بعد أن ركز في دورته الأولى على موضوع التنقل المستدام، اختار المنتدى هذه السنة الصناعة باعتبارها ركيزة أساسية للانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون. ويأتي تنظيم هذا الحدث بشراكة بين وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ويعكس التزام المغرب الراسخ بمسار التنمية المستدامة، تحت الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يضع الابتكار والسيادة الطاقية في صلب استراتيجية المملكة التنموية.
ويُعد هذا المنتدى جزءًا من الجهود الوطنية لتنزيل الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، والتي تهدف إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5% بحلول سنة 2030، ورفع حصة الطاقات المتجددة إلى 52% من المزيج الكهربائي، مما يعزز ريادة المغرب على الصعيد الإفريقي في مجال التحول الصناعي منخفض الكربون.
وفي سياق دولي يتسم بتصاعد التحديات البيئية وتغير قواعد التجارة العالمية، يطرح المنتدى تساؤلات حول قدرة المملكة على الحفاظ على تنافسيتها التصديرية، وتسريع تحولها نحو اقتصاد أخضر، دون التفريط في سيادتها الطاقية. وتبرز أهمية هذا التحول حين نعلم أن القطاع الصناعي يساهم بما يقارب 20% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد، ويشكل نحو 25% من الناتج الداخلي الخام، ما يجعله محورًا حاسمًا لتحقيق الأهداف المناخية وتدعيم النمو الاقتصادي.
منتدى REACT يمثل منصة استراتيجية تجمع الفاعلين في القطاع الصناعي، من مؤسسات وشركات ناشئة وباحثين وخبراء ومؤسسات مالية، لتبادل التجارب والخروج بحلول مبتكرة، منخفضة الانبعاثات، دائرية وتنافسية.
وقد تم إعداد برنامج المنتدى بتنسيق مع لجنة علمية رفيعة المستوى، ويتناول محاور متعددة، منها: التنظيمات والانتقال الصناعي، التطبيقات العملية لإزالة الكربون، آليات التمويل، سوق الكربون، وحوار الابتكار.
وسيشهد المنتدى تقديم سوق الكربون كآلية استراتيجية لتحفيز الفاعلين الصناعيين على تقليص الانبعاثات وتثمين مجهوداتهم، في خطوة قد تدر أرباحًا سنوية تصل إلى مئات الملايين من الدراهم للشركات المغربية المنخرطة.
وتُعد هذه التظاهرة من تنظيم منصة H2O Hub، وهي مبادرة موجهة نحو الابتكار في خدمة الانتقال المستدام، وتطمح إلى ربط الأفكار والطاقات والحلول لمواكبة أهداف التنمية المستدامة.