باير المغرب تحتفي بعقدين من الريادة الصناعية وتكرّس الدار البيضاء كمنصة إقليمية للصناعة الدوائية

احتفلت شركة باير المغرب بمرور عشرين سنة على انطلاق نشاط مصنعها الصناعي بالدار البيضاء، وهو المصنع الوحيد للمجموعة على مستوى القارة الإفريقية، في محطة تؤكد عمق الشراكة بين المجموعة والمملكة المغربية، وتعزّز موقع المغرب كقطب إقليمي في مجال تصنيع المنتجات الصحية والصيدلانية.
ومنذ افتتاحه سنة 2005، نجح مصنع باير بالدار البيضاء في ترسيخ مكانته كمنصة استراتيجية لإنتاج أدوية الصحة العائلية والمكملات الغذائية، موجهاً إنتاجه إلى 42 بلداً في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. ويحقق الموقع رقم معاملات سنوي يناهز 340 مليون درهم، يوجَّه منها حوالي 250 مليون درهم للتصدير، ما يعكس الدور المحوري الذي يلعبه في تعزيز تموقع المغرب ضمن سلاسل القيمة العالمية للصناعة الدوائية.
وفي هذا السياق، أكدت المديرة العامة لباير المغرب، أمينة القمة، أن هذا الاحتفال “يجسد التزام باير المتواصل تجاه المغرب والمنطقة على مدى عشرين عاماً، حيث لم يقتصر دور المصنع على الإنتاج فقط، بل ساهم في توفير حلول صحية عالية الجودة، ودعم التنمية الاقتصادية المحلية”. وأضافت أن هذا المسار “يعكس عقدين من الابتكار والثقة والشراكة، مع طموح متجدد لتعزيز دور المغرب كمركز إقليمي، من خلال التركيز على الاستدامة والتميّز الصناعي”.
ويشغّل المصنع حالياً 104 مستخدمين، ويحمل مجموعة من شهادات الاعتماد الوطنية والدولية، من بينها GMP وHACCP وONSSA وHALAL وTANZANIA GMP، إضافة إلى EU GMP، مع انخراطه في مسار الحصول على شهادة IFS Food، ما يعزز مكانته كموقع إنتاجي مطابق لأعلى المعايير العالمية.
وشكّل هذا الحدث مناسبة لاستعراض مشاريع الاستثمار المستقبلية التي تعتزم باير إطلاقها، وفي مقدمتها مضاعفة الطاقة الإنتاجية ثلاث مرات، وإدماج علامة “رِيني” (Rennie)، إلى جانب إحداث خط خاص بالتلفيف موجّه لأنشطة التجارة الإلكترونية الدولية في أفق سنة 2026. وفي هذا الإطار، أوضح أحمد ملال، مدير مصنع باير بالدار البيضاء، أن “نجاح المصنع يقوم بالأساس على التزام فرق العمل والسعي الدائم نحو التميز التشغيلي”، مضيفاً أن المرحلة المقبلة ستشهد “تعزيز دور الموقع كمركز إقليمي للخبرة، عبر الابتكار والاستدامة، من أجل الاستجابة لتطور حاجيات الصحة”.
وأشار ملال أيضاً إلى أن مساهمة باير تتجاوز الجانب الصناعي، مبرزاً أن “وجود المصنع بالدار البيضاء مكّن من خلق فرص شغل، ودعم شبكة من المورّدين المحليين، والمساهمة في مبادرات موجهة للمجتمع”، معرباً عن فخره بالانتماء إلى النسيج الصناعي المغربي والمشاركة في ترسيخ مكانة المملكة كفاعل رائد في صناعة الأدوية على الصعيدين الإفريقي والدولي.
من جهته، نوّه شتيفان بانتلي، الوزير المستشار ورئيس الدائرة الاقتصادية بسفارة ألمانيا بالرباط، بأهمية هذه المحطة، معتبراً أن “مصنع باير بالدار البيضاء يشكل نموذجاً للتميّز الصناعي وللشراكة القوية بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية”. وأبرز أن الشركات الألمانية تساهم في إحداث أكثر من 35 ألف فرصة عمل بالمغرب، مضيفاً أن مصنع باير “عزز على مدى عقدين منظومة الصحة، وخلق فرص شغل، وساهم في دعم التنمية الاقتصادية المحلية، ما يجعل هذا الاحتفال مناسبة للمنطقة بأكملها”.
ويأتي الاحتفال بالذكرى العشرين لمصنع الدار البيضاء ليجدد من خلاله التزام باير برسالتها العالمية “الصحة للجميع، لا للجوع”، عبر ضمان توفير منتجات صحية عالية الجودة وبأسعار ميسّرة لملايين المستهلكين، وترسيخ طموحها في جعل المغرب منصة صناعية إقليمية ذات إشعاع دولي في القطاع الصحي.






