حماية الموارد المائية في صلب الاهتمام: وكالة حوض أم الربيع تكثّف جهودها للحد من تلوث مخلفات معاصر الزيتون

تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى الحفاظ على الموارد الاستراتيجية للمملكة، وفي مقدمتها الموارد المائية، تواصل وكالة الحوض المائي لأم الربيع تعزيز تدخلاتها الهادفة إلى حماية جودة المياه وضمان استدامتها، وذلك انسجاماً مع استراتيجية وزارة التجهيز والماء الرامية إلى ترسيخ ثقافة الوعي والتحسيس بقضايا الماء والحفاظ على التوازن البيئي.
وفي هذا السياق، تولي الوكالة أهمية خاصة لإشكالية مخلفات معاصر الزيتون المعروفة بـ«المرج»، في ظل التوسع المتزايد لزراعة الزيتون وارتفاع عدد المعاصر، وما يرافق ذلك من تحديات بيئية خطيرة. إذ إن التخلص غير السليم من هذه المخلفات في الوسط الطبيعي يؤدي إلى تلوث الفرشات المائية ومجاري المياه والسدود، كما يضر بالتنوع البيولوجي المائي، ويتسبب في انسداد شبكات الري والتطهير، وإلحاق أضرار بالمنشآت المائية وتشويه المنظر العام.
ولمواجهة هذه الظاهرة والحد من آثارها السلبية، دأبت وكالة الحوض المائي لأم الربيع، تزامناً مع موسم جني وعصر الزيتون، على تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية بمختلف أقاليم منطقة نفوذها، بشراكة وتنسيق مع مختلف المتدخلين المعنيين. وتهدف هذه الحملات إلى إبراز المخاطر البيئية لمخلفات معاصر الزيتون، والتحسيس بأهمية اعتماد ممارسات مسؤولة ومستدامة في تدبيرها.
وفي إطار هذه الجهود، توصي الوكالة بمجموعة من التدابير العملية، من بينها تجهيز المعاصر بأحواض غير نافذة مخصصة لتجميع وتبخير مادة المرج، وتجفيف قشور وبقايا الزيتون، إلى جانب تشجيع حلول المعالجة وإعادة التثمين. كما تواصل الوكالة دعم المبادرات الرامية إلى معالجة هذه المخلفات، سواء عبر إنجاز الدراسات التقنية، أو تقديم المواكبة والدعم، أو المساهمة في تمويل مشاريع محطات المعالجة في إطار اتفاقيات شراكة.
وفي الوقت ذاته، تشدد الوكالة على ضرورة احترام المقتضيات القانونية، مذكّرة بمضامين قانون الماء رقم 36-15، الذي ينص على عقوبات صارمة في حق كل من يتسبب في تلويث الملك العمومي المائي. وتشمل هذه العقوبات غرامات مالية تتراوح بين 10.000 و500.000 درهم في حال الصب المباشر لمخلفات المعاصر في مجاري المياه أو تلويث الفرشات المائية.
وفي ختام هذا المجهود التحسيسي، تجدد وكالة الحوض المائي لأم الربيع دعوتها لكافة المتدخلين، وخاصة أصحاب معاصر الزيتون، إلى الانخراط الإيجابي والمسؤول في حماية البيئة والحفاظ على الموارد المائية، والمساهمة في تأهيل وتطوير قطاع إنتاج زيت الزيتون، بما يضمن استدامته ويحافظ على الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.






