تحت ضغط مجموعة جباروت DZ، وزارة العدل تنفي أي تسريب للبيانات

يوم الأحد 9 يونيو 2025، أعلن مجموعة القرصنة “جباروت دي زيد” أنهم تمكنوا من اختراق عدة أنظمة داخلية لوزارة العدل، حيث أفادوا بأن لديهم قاعدة بيانات تحتوي على معلومات شخصية حساسة تخص حوالي 5000 قاضي و35,000 موظف في الوزارة. كما هددوا بكشف “ملفات سرية جداً” تتعلق ببعض القضاة.
كان هذا الإعلان مرفوقاً بصورتين للشاشة، إحداهما جدول إكسل يحتوي على بيانات سرية مثل أرقام بطاقات الهوية الوطنية، والعناوين الإلكترونية، وأرقام الهواتف، بالإضافة إلى شهادة راتب تعود لسنة 2024 صادرة عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية. ورغم أن صحة هذه الوثائق لم يتم تأكيدها رسمياً، إلا أنها أثارت قلقاً كبيراً بشأن وجود ثغرة أمنية محتملة داخل وزارة حساسة.
ومع ذلك، نفت مصادر قريبة من وزارة العدل، التي يرئسها عبد اللطيف وهبي، هذه الادعاءات بشكل قاطع. وأكدت أنه لم يحدث أي اختراق في أنظمة الوزارة، مشددة على أن الموقع الرسمي لم يتعرض لأي هجوم. ويقال إن الوزارة تعتمد على نظام تصدي قوي للجرائم الإلكترونية، بما في ذلك جدار حماية بصفة حقيقية يصعب اختراقه. علاوة على ذلك، تُدَار البيانات المتعلقة بالقضاة بشكل حصري من قبل المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وليس مباشرة من الوزارة.
من جانب آخر، أعلنت المديرية العامة لأمن أنظمة المعلومات (DGSSI) أن تسرب البيانات الشخصية الذي حدث في 2 يونيو 2025 يتعلق فقط بالمنصة التوثيقية “توقيت.ما”، واستثنت أي اختراق لأنظمة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية، والطبائع، والرسم الخرائطي (ANCFCC).
في ذات السياق، أعطى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط تعليماته لفتح تحقيق قضائي يهدف إلى توضيح المعلومات الموزعة ونشر الوثائق الإدارية المتعلقة بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية.
كما دعا مجموعة “جباروت دي زيد” الوزير عبد اللطيف وهبي لفتح تحقيق شفاف يتعلق بالبيانات المعرضة للخطر أثناء عمليات الاختراق السابقة التي طالت عدة مؤسسات مغربية. حتى الآن، لم يتم نشر أي بيانات شخصية للوزير نفسه.
تظل هذه القضية قيد التطور وتثير مرة أخرى السؤال الحاسم حول أمان البيانات في مؤسسات الدولة المغربية.