آخر الأخبار

شراكة استراتيجية بين جامعة محمد الأول وبورصة الدار البيضاء لتعزيز التعليم المالي بجهة الشرق

 

عززت جامعة محمد الأول بوجدة تعاونها مع بورصة الدار البيضاء من خلال اتفاقية شراكة تهدف إلى تعزيز التعليم المالي ودعم الإدماج المالي بجهة الشرق، وذلك تزامناً مع انعقاد المؤتمر الدولي الأول حول “المالية والذكاء الاصطناعي” يوم 18 فبراير الجاري.

وتأتي هذه المبادرة في سياق الاهتمام المتزايد بتنمية الجهة، التي تمثل 7% من سكان المغرب و11.5% من مساحته، وتتميز بمؤهلات اقتصادية واعدة تدعمها مشاريع كبرى مثل ميناء الناظور غرب المتوسط والاستثمارات المتزايدة في الطاقات المتجددة والسياحة.

جرى توقيع الاتفاقية بين رئيس جامعة محمد الأول، ياسين زرهلول، والمدير العام لبورصة الدار البيضاء، طارق سنهاجي، بحضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينها إبراهيم بنجلون التويمي، رئيس مجلس إدارة بورصة الدار البيضاء، ونور الدين بشيري، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشرق.

وأكد سنهاجي أن هذه الشراكة تمثل “خطوة محورية لتعزيز الابتكار في مجال التعليم المالي”، مشيراً إلى أن بورصة الدار البيضاء ستضع مواردها وإمكاناتها رهن إشارة الجامعة لدعم الطلبة وتمكينهم من أدوات حديثة في المجال المالي.

بدوره، أوضح زرهلول أن جامعة محمد الأول، من خلال مدرستها للذكاء الاصطناعي، تسعى إلى “إرساء ديناميكية جديدة تربط بين التكنولوجيا المالية والتعليم، بهدف إعداد الطلبة لمتطلبات السوق وتحفيز الفكر الابتكاري لديهم”.

تتضمن الشراكة الجديدة مجموعة من المبادرات الرامية إلى تحسين المستوى المعرفي للطلبة في المجال المالي، حيث ستتيح لهم الولوج المجاني إلى بوابة الإحصائيات الخاصة بالاتحاد العالمي للبورصات (WFE)، والتي توفر بيانات عن الأسواق المالية العالمية، فضلاً عن الاستفادة من منصة التداول الافتراضية “e-bourse”، التي تحاكي بيئة التداول الفعلية برأسمال افتراضي، ما يتيح للطلبة فرصة تجربة التداول في ظروف قريبة من الواقع.

كما سيستفيد الطلبة المتفوقون في سلكي الماستر والدكتوراه من تكوينات مجانية للحصول على شهادة CISI المعترف بها دولياً، بينما سيتم تقديمها لبقية الطلبة بتكاليف مخفضة.

في إطار تنفيذ هذه الشراكة، افتُتحت قاعة تداول حديثة بكلية الاقتصاد والتدبير (ENCG) بوجدة، بهدف تعزيز مهارات الطلبة في مجال الأسواق المالية وتسهيل حصولهم على الشهادات المهنية. وتسعى الجامعة، بدعم من بورصة الدار البيضاء، إلى تعميم هذه القاعات في مختلف مؤسساتها لتعزيز التعليم التطبيقي في المجال المالي.

شهد المؤتمر الدولي الأول حول “المالية والذكاء الاصطناعي”، الذي تزامن مع توقيع الاتفاقية، مشاركة ممثلين عن مؤسسات مالية بارزة، من بينها الهيئة المغربية لسوق الرساميل (AMMC)، وسلطة الدار البيضاء المالية (CFCA)، والجمعية المهنية لشركات البورصة (APSB)، ومؤسسة التربية المالية (FMEF)، إضافة إلى CISI.

وتضمن المؤتمر ورشات عمل ناقشت آفاق تطوير القطاعات الاقتصادية الواعدة بالجهة، مثل الفلاحة والسياحة، الاقتصاد الدائري، الطاقات المتجددة، والصناعة والتعدين، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لجهة الشرق في المشهد الاقتصادي الوطني.

تشكل هذه الشراكة بين جامعة محمد الأول وبورصة الدار البيضاء خطوة جديدة نحو تعزيز التعليم المالي وإعداد جيل من الكفاءات القادرة على مواكبة تطورات الأسواق المالية. ومن خلال هذه المبادرات، تسعى المؤسستان إلى ترسيخ ثقافة الاستثمار والابتكار المالي، بما يساهم في دعم التنمية الاقتصادية بالجهة وتمكين الشباب من مهارات تواكب التحولات الرقمية في القطاع المالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى