الجامعة الأورومتوسطية بفاس تحتفي بتخرج أول دفعة في تقييم التكنولوجيات الصحية

في خطوة تعكس تطور قطاع الصحة في المغرب، أعلنت الجامعة الأورومتوسطية بفاس عن اختتام النسخة الأولى من برنامج الدبلوم الجامعي في تقييم التكنولوجيات الصحية (ETS)، المنظم بشراكة مع الجمعية المغربية لاقتصاديات المنتجات الصحية (SMEPS) وبدعم من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
ويهدف هذا البرنامج، الأول من نوعه في المغرب، إلى تعزيز كفاءة المهنيين الصحيين في تحليل وتقييم الخدمات والتكنولوجيات الصحية، ما يسهم في تحسين تخصيص الموارد المالية وتوجيه الإنفاق الصحي نحو حلول أكثر فعالية.
يأتي هذا التكوين في سياق الإصلاحات الكبرى التي يشهدها النظام الصحي المغربي، بما في ذلك تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض (AMO) وإحداث هياكل حكامة جديدة مثل الهيئة العليا للصحة والوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية. ويعتبر تقييم التكنولوجيات الصحية أداة علمية أساسية في دعم اتخاذ القرار، حيث يساعد في تصنيف الأولويات الصحية وتقييم تأثير الابتكارات الحديثة.
وفي هذا الصدد، أكد البروفسور مصطفى بوسمينة، رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، أن هذا التكوين يعكس التزام الجامعة بتطبيق الرؤية الملكية لإصلاح القطاع الصحي، ويهدف إلى تزويد الفاعلين الصحيين بالمهارات اللازمة لمواكبة التحولات العميقة في المجال الصحي، من خلال إدماج الابتكار والتميز الأكاديمي.
شهدت النسخة الأولى من البرنامج تخرج 29 مستفيدًا، يمثلون وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، بعد سلسلة من الجلسات النظرية وورش العمل التطبيقية التي أطرها خبراء وطنيون ودوليون.
وأشار البروفسور شكيب بوخلفة، نائب رئيس الجمعية المغربية لاقتصاديات المنتجات الصحية، إلى أن هذا البرنامج يسهم في تعزيز مكانة المغرب كرائد في مجال الصحة العامة بإفريقيا، عبر تمكين صناع القرار من أدوات تقييم فعالة تستند إلى الأدلة العلمية والمعايير الدولية، مما يسهم في تحسين نجاعة النظام الصحي.
من جانبه، صرح رامي إسكندر، رئيس مجموعة “أسترازينيكا” لمنطقة المغرب العربي والشرق الأدنى (NEMAG)، بأن هذه المبادرة تواكب جهود المغرب في توسيع خدمات الرعاية الصحية، وتتماشى مع رؤية المملكة لضمان وصول جميع المواطنين إلى رعاية صحية متطورة وعادلة.
وعبّر أحد الخريجين عن أهمية التكوين قائلاً: “هذه التجربة منحتني فرصة اكتساب مهارات متقدمة في تقييم تكنولوجيا الصحة، وهي مهارات أصبحت مطلوبة بشدة في القطاع الصحي”.
بهذا التخرج، يخطو المغرب خطوة جديدة نحو تعزيز قدراته في تقييم التكنولوجيا الصحية، ما ينعكس إيجابيًا على تحسين كفاءة الإنفاق الصحي وتطوير نظام صحي أكثر استدامة وعدالة.