إيرلندا توسّع آفاق تعاونها الغذائي مع المغرب عبر ندوة بالدار البيضاء

في إطار سعيها لتوسيع حضورها في السوق المغربية وتعزيز الشراكات التجارية مع الفاعلين المحليين، نظّمت هيئة الغذاء الإيرلندية Bord Bia ندوة متخصصة في مدينة الدار البيضاء يوم 20 ماي 2025، جمعت كبار الفاعلين في قطاع الألبان من المغرب وإيرلندا، وشكّلت منصة للتباحث حول فرص التعاون المشترك في مجالات الألبان واللحوم وتربية الماشية.
اللقاء، الذي جرى بشراكة مع السفارة الإيرلندية في المغرب، جاء تحت عنوان “ندوة المغرب–إيرلندا حول الألبان واللحوم والماشية”، وشهد مشاركة واسعة من مستوردين ومصنّعين وموزعين مغاربة، إلى جانب خبراء وممثلين عن الصناعات الغذائية والزراعية الإيرلندية. وقد خُصص جانب كبير من النقاشات لتسليط الضوء على مقوّمات الجودة والاستدامة التي تميّز المنتجات الإيرلندية، في مقدمتها الألبان.
وتلعب إيرلندا دورًا متصاعدًا في سوق الألبان المغربية، حيث تصدرت سنة 2024 قائمة موردي الزبدة إلى المملكة بكمية بلغت 2000 طن، من أصل 15,400 طن تم استيرادها. كما جاءت في المرتبة الأولى في صادرات الكازيين (2850 طنًا)، واحتلت المركز الثالث في فئة الجبن (2500 طن). وقد حققت صادرات الألبان الإيرلندية نحو المغرب نموًا بنسبة 58% خلال السنوات الخمس الماضية، في مؤشر على تزايد ثقة السوق المغربية في هذه المنتجات.
في هذا السياق، قال كيران فيتزجيرالد، المدير الإقليمي لإفريقيا في Bord Bia: “هدفنا من هذه الندوة هو خلق قنوات مباشرة للتواصل بين المصدّرين الإيرلنديين والمهنيين المغاربة، وبناء شراكة قائمة على الجودة والموثوقية. فنظامنا الزراعي قائم على 18 ألف مزرعة عائلية تعتمد على المراعي الطبيعية، ما يُنتج حليبًا عالي الجودة، غنيًا بالدهون والبروتين”.
وتعتمد إيرلندا في استراتيجيتها على برنامج Origin Green، أول مبادرة وطنية للاستدامة الغذائية في العالم، والذي يعكس التزامها بالزراعة المسؤولة والمطابقة للمعايير التنظيمية الأكثر صرامة. وتبلغ قيمة صادرات إيرلندا من منتجات الألبان أكثر من 6.5 مليار يورو سنويًا، وتشمل الحليب المجفف، ومصل اللبن، ومنتجات التغذية المتخصصة، ما يجعلها لاعبًا دوليًا مهمًا في هذا المجال.
ولم تقتصر محاور الندوة على الألبان فقط، بل شملت كذلك مجالات اللحوم وتربية الماشية، في ظل اهتمام مشترك بتوسيع التعاون الثنائي ليشمل سلاسل الإنتاج الحيواني، خاصة في ضوء سعي المغرب إلى التحول لمركز إقليمي لصناعات الأغذية بإفريقيا.
وختم فيتزجيرالد مداخلته بالتأكيد على التزام بلاده بمواكبة طموحات المغرب نحو تطوير منظومة غذائية متكاملة، مستدامة وفعالة، مضيفًا: “نتطلع لأن تكون هذه الندوة محطة انطلاق نحو شراكات جديدة ومثمرة بين البلدين”.