رعاية الأورام في المغرب: الفوارق، التأخيرات والموارد غير الكافية في مواجهة عبء متزايد | كونسونيوز

كل عام، يتأثر نحو 50,000 مغربي بالسرطان، في بلد يضم 37 مليون نسمة. تصل نسبة الإصابة الوطنية إلى 137.3 حالة لكل 100,000 نسمة، لكن النظام الصحي يعاني من صعوبة مواجهة هذه الزيادة. مع تخصيص 6% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للصحة، وتغطية طبية تصل إلى 66%، يظل المملكة بعيداً عن المعايير الدولية، بينما يسعى المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان (PNPCC) ومؤسسة للا سلمى إلى هيكلة الوقاية والعلاج.
يقدم تقرير حديث نشر في الدورية الدولية للبحوث والابتكار العلمي صورة مقلقة: تباينات إقليمية صارخة، وتأخيرات في التشخيص، ونقص في الأخصائيين، ومعدات غير كافية. يتركز الممر بين الدار البيضاء والرباط على الغالبية العظمى من مراكز الأورام، مما يترك المناطق الصحراوية والجبلية دون موارد كافية. تتجاوز مدد العلاج المتوسطة خمسة أشهر، وما يزال قرابة نصف المرضى في المناطق الريفية بدون الوصول إلى مركز متخصص.
تظل البنى التحتية غير كافية: في عام 2020، كان لدى البلاد 61 جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي (24 عامًا حكوميًا، و37 خاصًا) وعدد محدود من وحدات تصوير الثدي والكولبوسكوب والماسحات الضوئية. يهيمن القطاع الخاص على العرض، مما يفاقم من الفوارق الإقليمية. يعرقل نقص المحترفين المدربين في مجال الأورام الكشف المبكر وجودة الرعاية. رغم أن عدد أطباء الأورام وأطباء الطب الإشعاعي تضاعف منذ 2015، فإن تركيزهم في المدن الكبرى يترك العديد من المناطق بدون دعم ملائم.
تتعلق التأخيرات أيضًا بعوامل اجتماعية وثقافية. تساهم الوصمة، وثقل المعتقدات، والتوجه المتأخر للعلاج في حدوث تشخيصات متأخرة، خاصة بين النساء. تبقى العوائق المالية عقبة رئيسية: رغم التغطية المجانية عبر RAMED، فإن نقص الأدوية يجبر المرضى على الاتجاه إلى القطاع الخاص، بتكاليف أحيانًا تكون غير قابلة للتحمل.
يوصي التقرير بتعزيز البنى التحتية الإقليمية، وتطوير الطب عن بُعد، وزيادة مراكز الكشف، وكذلك إنشاء صندوق وطني للتضامن للمرضى المحتاجين. تشمل الأولويات أيضًا التدريب المستمر والمعتمد للكوادر الطبية، وتوسيع خدمات الرعاية التلطيفية على المستوى الوطني.
فيما يتعلق بمسار العلاج، تتفاوت فترات التشخيص من 116 يومًا لسرطان الثدي إلى 180 يومًا لسرطان عنق الرحم. تبدأ العلاجات، بمعدل 216 يومًا بعد التشخيص، وهو تأخير يتجاوز بكثير المعايير الدولية. تعكس هذه الفوارق ضرورة اتخاذ إجراءات منسقة لتحسين الوصول إلى الرعاية وتقليل التفاوتات.
على الرغم من التقدم الملحوظ منذ تنفيذ PNPCC، ينتهي التقرير إلى أن الوصول إلى الرعاية السرطانية في المغرب لا يزال هشًا. “كل تأخير في التشخيص أو العلاج يأتي بتكلفة في الأرواح البشرية”، يحذر المؤلفون. لضمان المساواة الحقيقية في الوصول إلى الرعاية والاستجابة للعبء المتزايد للسرطان، يجب على المملكة الاستثمار في بنيتها التحتية وتعزيز تدريب الأخصائيين وتخفيف الحواجز المالية والثقافية.






