شهدت مدينة أرفود تنظيم منتدى الاستثمار في إطار المعرض الدولي للتمور بالمغرب (SIDATTES 2025)، تحت شعار: «الاستثمار المسؤول من أجل تنمية نخيل التمر والواحات». ويأتي هذا الحدث البارز بمبادرة من وكالة التنمية الفلاحية، بشراكة مع مجموعة القرض الفلاحي للمغرب (GCAM)، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (ANDZOA)، وجمعية الملتقى الدولي للتمر (ASIDMA).

ويُعد المنتدى محطة استراتيجية لبحث سبل تعزيز التنمية المستدامة في الواحات، وتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الفاعلين في سلسلة إنتاج التمور، من مؤسسات عمومية وهيئات مهنية ومستثمرين وخبراء وطنيين.

تميزت أشغال المنتدى بتنظيم مائدتين مستديرتين، تناولت الأولى التدبير المندمج للموارد المائية باعتباره عاملاً محورياً في صون استدامة النظم الواحاتية في مواجهة التغيرات المناخية، بينما ركزت الثانية على الاستثمارات المسؤولة كرافعة رئيسية لتحقيق تنمية متوازنة تجمع بين النجاعة الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والحفاظ على البيئة.

وقد شكل المنتدى فرصة للنقاش حول مستقبل مناطق الواحات ودورها في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، وخلق فرص الشغل، خاصة لفائدة الشباب والنساء، إضافة إلى المساهمة في استقرار الساكنة القروية وصون التراث الطبيعي والثقافي الفريد للمملكة.

وشدد المشاركون في ختام اللقاء على ضرورة تبني نماذج استثمارية مرنة تراعي التحولات المناخية وتدعم استدامة الموارد الطبيعية، مع التأكيد على أهمية تثمين سلسلة التمور كأحد محركات الاقتصاد المحلي في مناطق الجنوب الشرقي.

ويجسد هذا المنتدى ترجمة عملية لتوجهات استراتيجية “الجيل الأخضر 2020–2030”، التي ترمي إلى تطوير فلاحة مستدامة ومسؤولة قادرة على خلق الثروة وتعزيز جاذبية المجال الواحاتي.

وفي هذا الإطار، يواصل المعرض الدولي للتمور بالمغرب (SIDATTES) ترسيخ مكانته كمنصة وطنية ودولية رائدة لتثمين سلسلة التمور، وتجسيد طموح المملكة نحو فلاحة تنافسية ومستدامة تجمع بين الابتكار والحفاظ على الموروث البيئي.