الابتكار في قلب معركة المغرب ضد الإجهاد المائي: هاكاثون ISMAGI 2025

في مواجهة التحديات البيئية المتصاعدة، خاصة تلك المتعلقة بأزمة المياه، يشهد المغرب مبادرة جديدة تنبع من قلب مؤسسات التعليم العالي. ففي يومي 17 و18 مايو 2025، احتضن الحرم الجامعي للمعهد العالي للتدبير والإدارة والهندسة المعلوماتية (ISMAGI) بأكدال – الرباط، النسخة الجديدة من هاكاثون ISMAGI تحت شعار: “الابتكار في خدمة الماء”.
الحدث جمع أكثر من عشرين فريقًا من الطلبة والمبتكرين والمهندسين والخبراء من مختلف أنحاء المغرب، في سباق تكنولوجي مكثف امتد على مدى 48 ساعة. الهدف: تصميم حلول مبتكرة وعملية لمواجهة التحديات المرتبطة بالإجهاد المائي وتدبير الموارد المائية بشكل مستدام. واعتمد المشاركون على أدوات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وعلوم البيانات، من أجل تقديم نماذج أولية ذات جدوى تقنية واقتصادية عالية.
تنظيم هذا الحدث جاء في سياق خاص، تميز بانعقاد مجلس وزاري برئاسة جلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم الإثنين 12 ماي 2025، حيث شكلت مسألة الماء أحد أبرز المواضيع التي نوقشت. وقد قدم وزير التجهيز والماء معطيات تؤكد أن معدل ملء السدود وصل إلى 40.3%، ما يضمن احتياطيًا من الماء الصالح للشرب يغطي سنة ونصف. رغم هذه الأرقام الإيجابية، يبقى ملف الماء معقدًا ومتداخلًا مع قضايا أخرى كالتغير المناخي، الأمن الغذائي، التكنولوجيا، والحكامة، ما يعكس أهمية تعبئة مختلف الفاعلين من أجل حلول مستدامة.
وقد افتُتح الهاكاثون بورشة عمل ملهمة أدارها السيد فيصل سهباوي، المدير العام لشركة AgriEdge والخبير في التقنيات الزراعية، تحت عنوان: “AquaEdge: الذكاء الاصطناعي لإدارة المياه الزراعية بكفاءة”. واستعرضت الورشة نماذج مغربية ناجحة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الري وتدبير المياه في المناطق القروية.
برنامج الحدث تنوع بين جلسات للتواصل وبناء الفرق، سباق نهائي لتطوير المشاريع، وعروض تقديمية أمام لجنة تحكيم مختصة، قبل أن تُعلن النتائج وتُوزع الجوائز. وقد خُصص مبلغ 24000 درهم مغربي للجوائز، موزعة على النحو التالي: 12000 درهم للفريق الأول، 7000 درهم للثاني، و5000 درهم للفريق الثالث.
يمثل هاكاثون ISMAGI 2025 خطوة ملموسة نحو إدماج الذكاء الجماعي والابتكار في قلب السياسات المائية بالمغرب، كما يسلط الضوء على أهمية انخراط الشباب والجامعات في مواجهة القضايا البيئية الكبرى. وفي ظل استمرار التغيرات المناخية وضغط الطلب على الماء، تبقى مثل هذه المبادرات ضرورية لتغذية النقاش العمومي وتقديم حلول قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.