آخر الأخبارأخبار الماركاتثقافة و ترفيهسلايدر

“عندما يكون المعمار سفارة” مؤلف غير مسبوق يحكي رمزية بنايات إقامة السفراء وتفاصيل هندستها

“عندما يكون المعمار سفارة” هو عنوان مؤلف غير مسبوق أصدرته المؤسسة الدبلوماسية بمساهمة وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يتضمن معلومات موثقة بالصور عن مباني بعض البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب وإقامات سفرائها.
ومن أجل تقديم هذا المؤلف والتعريف بمحتوياته، احتضن مقر المؤسسة الدبلوماسية بالرباط، يوم الأربعاء 29 شتنبر 2021، حفلا ترأسته السيدة نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بمعية السيد عبد العاطي حابك رئيس المؤسسة، بحضور السيد محند العنصر وعدد من السيدات والسادة سفراء البلدان الشقيقة والصديقة، بالإضافة إلى بعض مسؤولي الوزارة.
وبهذه المناسبة، قدمت السيدة نزهة بوشارب مداخلة، أبرزت من خلالها السياق العام لإصدار هذا المؤلف، والمتميز بتوجه وطني ودولي يرمي إلى تثمين التراث المادي واللامادي، باعتباره إرثا تتقاسمه الإنسانية جمعاء ويجسد مفهوم تلاقح الحضارات والثقافات.
وفي هذا الإطار، ذكرت السيدة الوزيرة بالعناية الخاصة التي يوليها المغرب، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لموضوع تثمين الموروث الحضاري والثقافي في ارتباطه بالهوية المغربية الأصيلة متعددة الروافد، مستحضرة مقتطفات من الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، إلى ندوة السفراء المغاربة سنة 2013، والتي أكد فيها جلالته على أهمية الدبلوماسية الثقافية ضمن رؤية دبلوماسية شاملة ومتناسقة تكرس الهوية الحضارية العريقة للمغرب وتستغل موقعه الجيو- ستراتيجي المتميز وتتجاوب مع ثوابته الراسخة.
وصلة بموضوع المؤلف، قالت السيدة نزهة بوشارب إن بناء المقر الإداري للسفارة أو إقامة السفير ليس عملية تشييد عادية يتم اختزالها في المواصفات التقنية والمعمارية الموحدة المتعارف عليها، بل هي عملية تحمل في طياتها تخطيطا وتصورا قادرا على إعطاء البناية طابعا يعكس صورة البلد في معماره وثقافته وفنونه وتراثه وعاداته، داعية المهندسين المعماريين إلى استحضار الأبعاد الثقافية والحضارية في عملية التشييد، وتأهيل الهندسة المعمارية لتكون جسرا بين الشعوب.
وخلصت السيدة الوزيرة إلى أن هذا المؤلف يعطي انطباعا حقيقيا بأن المعالم المعمارية للسفارات والإقامات في تفردها وتميزها وخصوصياتها وجمعها بين عدد من الثقافات، تمنح للرباط العاصمة الإدارية للمملكة المغربية، ومدينة الأنوار وعاصمة الثقافة العربية وهجا وتألقا، وتؤكد مكانتها التاريخية كملتقى للثقافات والحضارات الإنسانية وفضاء نموذجيا للتعايش والعيش المشترك.
من جانبه، أكد السيد عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الديبلوماسية، أن الكتاب يسلط الضوء على سفارات بالرباط تنسجم هندستها مع النسيج العمراني المغربي مع الحفاظ على ما تزخر به دولها من موروث ثقافي وحضاري، مضيفا أن موضوع السفارة والعمران كان دائما محط اهتمام الدبلوماسيين والسياسيين والمهندسين المعماريين لان تخطيط مبنى سفارة، يكون مرتبطا، من بين أمور أخرى، بهاجس ان تكون هذه البناية ممثلة لثقافة ولحضارة وللموروث الثقافي للدولة المعنية.
وأردف رئيس المؤسسة الدبلوماسية أن هذا المؤلف يتيح سفرا ممتعا عبر بنايات السفارات التي تثير الدهشة عبر تاريخ تصميمها وإنجازها ورمزية هندستها.
وبدورهم، ومن خلال مداخلاتهم، أجمع رؤساء البعثات الدبلوماسية على عمق ومتانة وعراقة الروابط التي تجمع بلدانهم بالمملكة المغربية، وهي الروابط المبنية على مبادئ الاحترام والتقدير المتبادلين، وهو الأمر الذي تجسد من خلال معمار مقرات سفاراتهم، الذي يعتبر مرآة تعكس قيم التمازج والتعايش والانفتاح والتلاقح بين الحضارات والثقافات بصيغة التنوع في إطار وحدة الإبداع الإنساني.
يذكر أن هذا المؤلف في صيغته الأولى اقتصر على سفارات كل من المملكة العربية السعودية، أستراليا، بلجيكا، كندا، الولايات المتحدة، مصر، الإمارات العربية المتحدة، أندونيسيا، سلطنة عمان ودولة الفاتيكان، على أساس أن يتعزز هذا العمل التوثيقي بسفارات وإقامات السفراء في الطبعات المقبلة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى