المغرب يستعد لاستضافة الدورة المقبلة لجمعية الأنتربول في مراكش ويعزز حضوره الأمني الدولي

شارك عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، في الدورة 92 للجمعية العامة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية “أنتربول” التي عُقدت في غلاسكو بين 4 و7 نونبر الجاري، بمشاركة قادة الأمن من 177 دولة. وتعد هذه الجمعية أكبر تجمع سنوي لمناقشة القضايا الأمنية، حيث تم خلاله تسليم علم الأنتربول للمغرب كإعلان عن استضافة مراكش للدورة المقبلة في 2025.
ووفق بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، تهدف مشاركة المغرب إلى تعزيز موقعه كفاعل رئيسي في الأمن الدولي وتوطيد التعاون الشرطي عبر استراتيجية شاملة مستمدة من التوجيهات الملكية، وذلك لتأمين الاستجابة الجماعية للتهديدات الإرهابية ومخاطر الجريمة العابرة للحدود. وأفاد البلاغ أن وفد المغرب شارك في مناقشات استراتيجية لتعزيز الأمن الدولي والتصدي للجريمة المنظمة، حيث أبرز المغرب تجاربه في توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، وتحدث عن رؤية مستقبلية تتضمن تطوير قائمة الأنتربول لمكافحة المواقع الإلكترونية المسيئة للأطفال، بالإضافة إلى اتفاقيات تعاون جديدة لمواجهة تحديات الجريمة الرقمية والإرهابية.
التقى وفد المغرب بعدد من القادة الأمنيين من دول مثل ألمانيا، أوزبكستان، النرويج، تركيا، السنغال، والصين، وذلك لتعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات لمكافحة التهديدات المستجدة. كما بحث الوفد اتفاقيات جديدة، منها مذكرة تفاهم مع النرويج، للتعاون الأمني المستقبلي، بهدف تعزيز الاستجابة السريعة للأخطار. كما أكد المدير العام للأمن الوطني على أهمية تعزيز التنسيق مع الدول الإفريقية، بما يسهم في دعم الاستقرار الإقليمي، حيث تم انتخاب ممثل المغرب لمنصب نائب رئيس الأنتربول عن قارة إفريقيا، في خطوة تعكس تقدير المجتمع الدولي لدور المغرب في التعاون الأمني الإفريقي. وجاء ترشح المغرب تماشياً مع سياسة التعاون جنوب-جنوب، والتي تعتبر من الركائز الاستراتيجية للمملكة في محيطها الإفريقي.
في ختام الدورة، استلم حموشي علم الأنتربول كإعلان عن استضافة المغرب للدورة المقبلة في مراكش، مؤكداً التزام المملكة بتوفير جميع الظروف لإنجاح هذا الحدث الأمني الدولي الكبير. وتم عرض فيديو يبرز معالم مدينة مراكش التاريخية والنموذج الأمني المغربي، في إشارة إلى جاهزية المغرب لاستقبال المجتمع الأمني الدولي في 2025 لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الأمنية العالمية.