الجواهري يدق ناقوس الخطر: نصف الشباب المغربي عاطل عن العمل رغم بوادر التحسن الاقتصادي
حذر عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، من ارتفاع معدل البطالة بين الشباب المغربي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، والذي بلغ 50%. جاء ذلك في سياق حديثه عن تحديات سوق العمل بالمغرب، رغم الإشارات الإيجابية لتحسن اقتصادي نسبي خلال الربع الثالث من عام 2024.
الجواهري، الذي كان يتحدث خلال الاجتماع الفصلي الرابع لبنك المغرب، أكد أن معالجة معضلة البطالة تتطلب حلولًا تتجاوز التدابير الإدارية التقليدية، داعيًا إلى تبني مقاربة تنموية مستدامة تركز على تحقيق نمو اقتصادي قوي وتوزيع الثروة بشكل عادل بين جميع فئات المجتمع.
وفقًا لبيانات المندوبية السامية للتخطيط، ارتفع معدل البطالة الوطني إلى 13.6% في الفصل الثالث من عام 2024، مقارنة بـ13.2% في نفس الفترة من العام الماضي. بينما سجلت المناطق القروية زيادة من 7% إلى 7.4%، استقرت نسبة البطالة في المناطق الحضرية عند 17%.
رغم هذه الأرقام، فإن سوق العمل شهد إحداث 200 ألف فرصة عمل جديدة خلال العام الجاري. وقد كان لقطاع الخدمات النصيب الأكبر بإضافة 258 ألف وظيفة جديدة، ما يمثل نموًا بنسبة 5%. أما قطاع البناء والأشغال العمومية فقد شهد إحداث 57 ألف وظيفة إضافية، في حين سجل القطاع الصناعي نموًا طفيفًا بإحداث 23 ألف وظيفة.
وأشار الجواهري إلى أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها أوروبا ألقت بظلالها على الاقتصاد المغربي، مؤكداً ضرورة تعزيز النمو المحلي وزيادة الإنتاجية الوطنية للتخفيف من هذه التأثيرات.
كما شدد على أهمية تطوير القطاعات غير الفلاحية، مثل الصناعة والتجارة والسياحة، لتحقيق نسب نمو تتراوح بين 4% و5%. وأكد أن توظيف الشباب يجب أن يكون في صلب السياسات الاقتصادية، خاصة وأن معدلات تشغيلهم لا تزال دون المستوى المطلوب.
اختتم والي بنك المغرب تصريحاته بالتأكيد على أن تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة يتطلب رؤية متكاملة تشمل توزيعًا عادلًا للثروة، وتحفيز الاستثمار في القطاعات المنتجة، وخلق فرص عمل قادرة على استيعاب الشباب العاطلين عن العمل، بما يساهم في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.