تقليص أيام السقي بحوض اللوكوس بسبب ندرة المياه
في ظل تأخر التساقطات المطرية واستمرار الجفاف الذي يهدد الموارد المائية، قرر المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بحوض اللوكوس اتخاذ تدابير صارمة لتقليص أيام السقي في عدد من المناطق المستفيدة. هذا القرار، الذي بدأ إبلاغه للفلاحين، يعكس حاجة ملحة لإعادة تقييم استغلال المياه المتاحة في ظل الظروف الراهنة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تراجع كبير في معدل التساقطات المطرية مقارنة بالأعوام السابقة، مما وضع ضغطًا متزايدًا على مخزون سد وادي المخازن. ورغم أن نسبة ملء السد الحالي—التي تبلغ 69.10% بما يعادل 464 مليون متر مكعب—تفوق تلك المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي، إلا أن استمرار غياب الأمطار يهدد بتفاقم الوضعية.
وتُبرز المصادر أن هذه الإجراءات تأتي في إطار أولوية السلطات لتوفير الماء الصالح للشرب على حساب السقي الفلاحي، خاصة أن سد وادي المخازن يُعتمد عليه لتزويد مدينة طنجة بالماء عبر قناة جديدة قيد الإتمام.
ويعكس القرار حالة القلق المتزايدة بين الفلاحين الذين يعتمدون بشكل كبير على السقي في أنشطتهم الزراعية. ومع توقعات باستمرار الإجراءات التقييدية في المستقبل إذا استمرت ندرة التساقطات، تظل دعوات ترشيد استهلاك المياه والتخطيط لمواجهة نقص الموارد المائية في صلب اهتمامات الجهات المسؤولة.
جدير بالذكر أن المنطقة تشهد هذه السنة تأخرًا ملحوظًا في التساقطات مقارنة بالأعوام الماضية، وسط غياب مؤشرات إيجابية على تغيّر الوضع في المستقبل القريب. ومن المتوقع أن تسهم هذه التدابير في الحفاظ على الموارد المائية المتاحة وضمان استدامتها في مواجهة تحديات الجفاف المتزايدة.