الجزائر تخطط لتحويل الأركان إلى ثروة وطنية لمنافسة المغرب

تسعى الجزائر إلى دخول سوق إنتاج زيت الأركان، أحد أكثر الزيوت ندرة وقيمة في العالم، من خلال مشروع طموح يهدف إلى زراعة 200,000 شجرة أركان عبر مناطق مختلفة من البلاد. تأتي هذه المبادرة كجزء من خطة زراعية استراتيجية أطلقتها السلطات الجزائرية بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، في خطوة واضحة لمنافسة المغرب، الذي يعتبر موطناً طبيعياً لهذه الشجرة ويحتل مكانة رائدة عالمياً في هذا القطاع.
وتستهدف زراعة الأركان في الجزائر مناطق مثل تندوف وبشار ومستغانم والشلف ومسيلة، حيث تشير الأبحاث إلى قدرة هذه الشجرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية. وتعد منطقة تندوف من أبرز المواقع المختارة، نظراً لقربها من المحيط الأطلسي، مما يعزز احتمالات نجاح زراعة الأركان فيها.
على الرغم من أن هذه الزراعة لا تزال في مراحلها الأولى، حيث بدأت التجارب بزراعة حوالي 60 شجرة فقط، فإن النتائج الأولية تبدو مشجعة مع بداية الإزهار والإثمار. وتسعى الجزائر إلى تعزيز هذه الزراعة عبر استخدام تقنيات حديثة لتكاثر الأشجار وتوزيع الشتلات على المزارعين، مما يساهم في تسريع وتيرة المشروع.
الرئيس عبد المجيد تبون أكد في أكثر من مناسبة على أهمية تحويل الأركان إلى قطاع اقتصادي واعد، مشدداً خلال اجتماع لمجلس الوزراء في يوليو الماضي على ضرورة استثمار هذا المورد الطبيعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة صادرات البلاد، مع طموح واضح لمنافسة المغرب، الذي يسيطر على السوق العالمية منذ عقود.
ومع بدء الحديث عن أولى المحاصيل المرتقبة في صيف 2025، بدأت وسائل الإعلام الجزائرية تحتفي بهذا المشروع الذي يعتبر تحولاً استراتيجياً في القطاع الزراعي. ورغم التحديات المرتبطة بالجفاف والرعي الجائر، تعكس هذه المبادرة طموح الجزائر لتأسيس مكانة لها في هذا المجال الحيوي.
إلا أن المشروع لم يسلم من الانتقادات، حيث يرى البعض أن الخطوة تهدف بشكل أساسي إلى محاكاة نجاح المغرب في هذا المجال. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً بأن تتمكن الجزائر من الاستفادة من شجرة الأركان، التي تعد رمزاً للصمود أمام المناخ القاسي، لتحقق نجاحاً اقتصادياً وزراعياً يعزز مكانتها الإقليمية والدولية.