تشريع لحماية وتجديد الابتكار

بينما يستعد المغرب لبلوغ مرحلة تكنولوجية هامة، يستعد البلد لوضع إطار قانوني لتنظيم الذكاء الاصطناعي من خلال تشريع طموح. هذا المشروع القانوني، الذي هو قيد النقاش في مجلس النواب، يَعِدُ بتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بينما يحمي المواطنين من الانحرافات الرقمية. مع 17 مادة، يهدف إلى وضع معايير أخلاقية وتأمين البيانات الشخصية، مستوحياً من التطورات الأوروبية في هذا المجال.
تُظهر إدخال حق المواطنين في رفض التفاعلات مع أنظمة الذكاء الاصطناعي النهج الحذر الذي اعتمدته المغرب. علاوة على ذلك، ستساهم إنشاء لجنة وطنية مكلفة بالإشراف على تنفيذ هذه التقنيات في تعزيز اليقظة والمراقبة، مما يضمن تطبيقًا مسؤولًا على المستوى الوطني.
لمواجهة المخاطر مثل الصور المزيفة العميقة أو التلاعبات الرقمية، يتضمن المشروع القانوني عقوبات صارمة. يمكن أن تؤدي الانتهاكات الجسيمة، لا سيما في مجال الخصوصية أو الأضرار الناجمة، إلى غرامات تصل إلى 500,000 درهم وعقوبات سجن تصل إلى خمس سنوات. الهدف واضح: منع الإساءة وحماية المواطنين في بيئة رقمية تتغير باستمرار.
تندرج هذه المبادرة في إطار الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، التي تضع البلاد في صميم الابتكار بينما تعزز آليات الحماية. ستلعب اللجنة الوطنية لحماية البيانات ذات الطابع الشخصي (CNDP) دورًا مركزيًا، من خلال تشديد تدابيرها لضمان أمان المعلومات الشخصية.
من خلال اعتماد نهج متوازن بين الابتكار والحذر، يطمح المملكة إلى بناء مستقبل رقمي حيث تتعايش الشفافية والأمان والأخلاق بتناغم. من خلال هذا التشريع، يؤكد المغرب إرادته في الاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي بينما يحافظ على حقوق وكرامة مواطنيه في عالم يتزايد فيه هيمنة التقنيات الذكية.