2025: اتفاقية مغربية فرنسية لتعزيز الفلاحة الرقمية عبر الابتكار والتكنولوجيا

في خطوة جديدة لتعزيز التعاون المغربي الفرنسي في المجال الفلاحي، تم اليوم الأحد التوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية لدعم الابتكار في الفلاحة الرقمية، وذلك خلال مشاركة المغرب كضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بباريس
الاتفاقية، التي جمعت بين “المزرعة الرقمية” الفرنسية والقطب الرقمي لوزارة الفلاحة المغربية، تهدف إلى تسهيل تبادل التجارب ونقل الخبرات في مجال التكنولوجيا الفلاحية، إلى جانب تشجيع الابتكار وتعزيز إدماج الشركات الناشئة ومزودي التكنولوجيا في كلا البلدين.
في كلمتها بالمناسبة، أكدت لبنى المنصوري، مديرة القطب الرقمي لوزارة الفلاحة المغربية، أن الرقمنة باتت ضرورة لمواجهة التحديات الحالية، مثل ندرة الموارد المائية والتغيرات المناخية. وأوضحت أن الهدف من هذه الشراكة هو تحقيق إنتاج فلاحي أكبر بموارد أقل، وذلك عبر استغلال تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة.
من جهتها، أشارت جوستين ليبوما، نائبة رئيس “المزرعة الرقمية”، إلى أن الاتفاقية تركز على تطوير مشاريع ملموسة، من بينها مشروعان رئيسيان سيتم تقديمهما خلال الفعاليات القادمة: الأول في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، والثاني ضمن فعالية “المزرعة الرقمية” بفرنسا.
وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، أحمد البواري، شدد على التزام المغرب التام برقمنة القطاع الفلاحي، في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تضع الرقمنة في قلب أولوياتها. وأضاف أن الهدف الأساسي هو تحسين استخدام الموارد الطبيعية، وتطوير التتبع الفلاحي، وتعزيز ولوج الأسواق عبر الأدوات الرقمية.
وأكد الوزير أن هذه الرؤية تتماشى مع التوجه الفرنسي نحو فلاحة أكثر استدامة ومرونة، حيث تعمل باريس على تكثيف جهودها لاعتماد حلول مبتكرة في القطاع الفلاحي.
سبق توقيع الاتفاقية مائدة مستديرة حول الفلاحة الرقمية، جمعت خبراء، شركات ناشئة، وممثلين عن القطاعين العام والخاص من البلدين، حيث ناقشوا المحاور الاستراتيجية والمبادرات المشتركة لتعزيز الفلاحة الرقمية. ومن بين التوصيات التي تم طرحها:
- نقل التكنولوجيا والخبرة لتحسين الممارسات الفلاحية وتدبير الموارد.
- تعزيز التكوين الفلاحي الرقمي عبر الربط بين الجامعات المغربية والفرنسية.
- تحسين الولوج إلى التمويل لدعم الشركات الناشئة في مجال الفلاحة الرقمية.
- توسيع التعاون الدولي من خلال شراكات بين الشمال والجنوب لتعزيز الابتكار الفلاحي.
شارك في المائدة المستديرة ممثلون عن كبرى المؤسسات الفلاحية والاستثمارية في البلدين، من بينهم رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، إلى جانب مسؤولين من المديرية العامة للخزينة الفرنسية، وبنك الاستثمار العمومي الفرنسي (BPI France)، ومنظومة “فرنش تيك”، إضافة إلى مؤسسي شركات ناشئة متخصصة في التكنولوجيا الفلاحية.
من خلال هذه الشراكة، يعزز المغرب وفرنسا تعاونهما في مجال الفلاحة الرقمية، مستفيدين من الخبرات المتبادلة والتكنولوجيا المتطورة لتطوير قطاع فلاحي أكثر إنتاجية واستدامة. ومع تسارع تبني الحلول الرقمية، تبرز هذه الاتفاقية كنموذج للشراكات الدولية التي تسهم في تحقيق تحول رقمي شامل للقطاع الفلاحي.