أكل و شرب

نموذج من الاستدامة والابتكار في صميم التنمية الزراعية المغربية

منذ ما يقرب من قرن، تلعب شركة كوسومار دورًا أساسيًا في ضمان سيادة الغذاء في المغرب. بوصفها لاعبًا رئيسيًا في سلسلة إنتاج السكر، تمكنت المجموعة من الجمع بين الابتكار والاستدامة والتنافسية لتعزيز الأمن الغذائي الوطني ودعم المزارعين. اليوم، تتطور الشركة على عدة محاور استراتيجية، تأخذ في الاعتبار التحديات المناخية والبيئية لضمان مستقبل أكثر قدرة على الصمود واستدامة للزراعة المغربية.

تحسين موارد المياه: الري بالأساليب الدقيقة وتحلية المياه في المقدمة

تُعتبر المياه، المورد الحيوي للزراعة، في صميم اهتمامات كوسومار. في ظل تناقص هطول الأمطار وزيادة حالات الجفاف، وضعت المجموعة حلولًا مبتكرة لإدارة هذه المورد الحيوي بشكل أمثل. يسمح الري بالأساليب الدقيقة، المنتشر على نطاق واسع، بتقليل استهلاك المياه بنسبة 25% مقارنة بالطرق التقليدية. بفضل أجهزة الاستشعار الذكية ورادارات الأرصاد الجوية، تستفيد المزارع من إدارة دقيقة لرطوبة التربة، مما يضمن تزويدها بالمياه بحسب الاحتياجات الفعلية للمحاصيل.

تعتبر تحلية مياه البحر أيضًا إجابة استراتيجية أخرى على التحديات المائية التي يواجهها البلد. يتمتع المغرب بإمكانية كبيرة في هذه التكنولوجيا بفضل شواطئه التي تمتد على 3500 كيلومتر. حاليًا، يحتوي المملكة على 16 محطة تعمل، مع مشاريع قيد التطوير تهدف إلى زيادة القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة إلى 430 مليون متر مكعب سنويًا خلال بضع سنوات. بحلول عام 2050، يخطط المغرب للوصول إلى 1.7 مليار متر مكعب، وهو هدف طموح يدعم كل من احتياجات المياه الصالحة للشرب والزراعة.

الزراعة 4.0: التكنولوجيا في خدمة العوائد والبيئة

تُعتبر التحول الرقمي للزراعة أولوية بالنسبة لكوسومار. تستثمر المجموعة بشكل كبير في الزراعة 4.0، من خلال دمج أدوات رقمية متقدمة مثل الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية لتحسين إنتاجية المحاصيل. يسمح استخدام الطائرات بدون طيار، على سبيل المثال، بتحليل ما يصل إلى 100 هكتار في اليوم، مما يوفر خرائط في الوقت الحقيقي تساعد في تعديل المعالجات الزراعية وفقًا للاحتياجات الخاصة بالمحاصيل.

تشمل المبادرات الرئيسية لكوسومار أيضًا اختيار أنواع أكثر مقاومة للضغط المائي وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة مثل التسميد المدروس. يُعتبر “سمارت بلندر” أداة لتسميد دقيق تساعد في تقليل استخدام الأسمدة والمبيدات بنسبة 30%، مما يساهم في ربحية المزارع وحماية البيئة.

استراتيجية دعم المزارعين والنمو المستدام

تضع كوسومار المزارعين في قلب استراتيجيتها. في عام 2024، قامت المجموعة بزيادة أسعار شراء النباتات السكرية، مما وفر تعويضًا أكثر استقرارًا للمنتجين، وهذا ساهم في تعزيز جاذبية سلسلة إنتاج السكر. في الوقت نفسه، يشير توسع المساحات المزروعة، التي زادت بأكثر من 50% مقارنة بالعام السابق، إلى الثقة المتزايدة للمزارعين في هذه السلسلة.

في إطار استراتيجية “جيل أخضر” والعقد-برنامج المبرم مع الدولة، تهدف كوسومار إلى تحديث سلسلة إنتاج السكر بحلول عام 2030. الهدف هو زيادة المساحات المزروعة إلى 73,000 هكتار وتحقيق إنتاج قدره 620,000 طن من السكر الأبيض. تخطط المجموعة أيضًا لدمج مصادر الطاقة المتجددة على 20% من المساحات المزروعة وتطوير 1,000 هكتار من قصب السكر العضوي، مما يعزز التزامها تجاه الزراعة المستدامة.

نموذج اقتصادي resilient وفعال

تنجح كوسومار في تحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية، الأداء الاقتصادي، والشمولية الاجتماعية. في عام 2024، تم تقليل تكلفة إنتاج المحاصيل بنسبة 40% مقارنة بعام 2008، وذلك بفضل إدخال تقنيات زراعية حديثة وإدارة موارد محسّنة. كما استثمرت الشركة 500 مليون درهم في المدخلات الزراعية، مما مكن المنتجين من الحصول على دعم مباشر لتحسين إنتاجيتهم.

بفضل هذه الجهود، تعزز كوسومار موقعها كقائدة في السوق الدولية، مع الالتزام بمتطلبات الاستدامة والتنافسية. من خلال الجمع بين الابتكار والكفاءة واحترام البيئة، تضمن المجموعة مستقبلًا أقوى وأكثر تنافسية لسلسلة إنتاج السكر المغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى