الدار البيضاء تحتضن أولى صباحيات الاستدامة لتسريع الانتقال نحو الاقتصاد الدائري

بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، شهدت مدينة الدار البيضاء يوم 3 يونيو 2025 انطلاق الدورة الأولى من مبادرة “صباحيات الاستدامة”، التي جاءت تحت شعار “الاقتصاد الدائري: تسريع الانتقال نحو مغرب أكثر استدامة”. هذا الحدث البيئي والاقتصادي الهام جمع أزيد من 100 مشارك من مختلف القطاعات، من بينها القطاع العام، والصناعة، والبحث العلمي، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام.
نُظّمت هذه التظاهرة البيئية بمبادرة من مجلة “كونسونيوز” وتحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة، حيث شكلت منصة حيوية للنقاش العملي والموضوعي حول التحديات البيئية الراهنة، وعلى رأسها ضعف نسب إعادة التدوير وهدر الموارد الغذائية في المغرب.
سلّطت أشغال الدورة الضوء على معطيات مقلقة بخصوص الوضع البيئي، من بينها أن أقل من 10% فقط من النفايات تتم معالجتها أو تثمينها، في حين يُهدر حوالي 20% من المنتجات الغذائية. كما تم التطرق إلى محدودية هيكلة سلاسل تثمين النفايات، التي لا تزال في مراحلها الأولى.
في تصريح له بالمناسبة، قال نبيل توفيق، مؤسس مجلة “كونسونيوز”:
“إن هذه الدورة الأولى من صباحيات الاستدامة تمثل منعطفاً في التزامنا الإعلامي تجاه التنمية المستدامة. لدينا كوسيلة إعلام دور محوري في التوعية وربط الفاعلين بالتغيير.”
توزعت أشغال الدورة على جلستين رئيسيتين؛ الأولى خُصصت للإطار القانوني والاستراتيجي للاقتصاد الدائري، حيث تم تقديم الحوافز والتشريعات المنتظرة في هذا المجال. أما الجلسة الثانية، فركّزت على عرض تجارب واقعية لمشاريع مبتكرة في مجال الصناعة الدائرية بالمغرب، أكدت على وجود إمكانات حقيقية يمكن أن تدعم الانتقال الاقتصادي المطلوب.
أبرز المشاركون خلال النقاشات أهمية تفعيل التعاون بين مختلف الفاعلين، وتعزيز تقاسم الخبرات من أجل بناء منظومة بيئية مستدامة. كما تم التأكيد على الدور الحيوي لكل من الإعلام، والتربية، والتشريع في ترسيخ ثقافة الاقتصاد الدائري لدى المواطنين والمستهلكين.
نجاح هذه الدورة الأولى شكل دعوة واضحة لمواصلة هذه المبادرة وتحويلها إلى موعد سنوي بنّاء، يسهم في دعم مسار التنمية المستدامة بالمغرب.