تطوان تفرش السجاد الأحمر لنجوم المتوسط: عيوش، فولش ونصار

في دورتها الثلاثين، لم تكتفِ مدينة الحمامة البيضاء بجمالها المعتاد، بل أضاءت شاشتها على ثلاثة أسماء صنعت الفرق في فضاء السينما المتوسطية: المخرج المغربي نبيل عيوش، الممثلة الإسبانية آيدا فولش، والنجم الأردني – المصري إياد نصار. ثلاث تجارب متفردة، تتقاطع في عشق الصورة، وجرأة الحكاية، وقوة الحضور الإنساني.
منذ “مكتوب” (1997) إلى “في حب تودة” (2024)، ظل عيوش مشغولًا بالقصص الصعبة التي لا يجرؤ كثيرون على لمسها. أفلامه عرضت في “كان”، “برلين” و”تورونتو”، وفتحت باب النقاش في قضايا مسكوت عنها. نجاحه الأخير مع “في حب تودة” لم يقتصر على المهرجانات، بل وصل إلى سباق الأوسكار، في سابقة مغربية. إلى جانب السينما، يقود عيوش مشروعًا إنسانيًا عبر مؤسسة علي زاوا، فاتحًا أبواب الفن أمام شباب الأحياء الشعبية.
بدأت الحكاية مع فيلم سحر شنغهاي لفرناندو ترويبـا، وهي لم تتجاوز الرابعة عشرة. بعدها، صارت آيدا فولش أيقونة في السينما الإسبانية بأدوارها في أيام الاثنين في الشمس و25 قيراطًا. لكنها لم تتوقف عند حدود بلدها، إذ تألقت في فيلم هنري الرابع الألماني، و”كوني عالمي الصغير” المكسيكي. بلغ أداؤها ذروة النضج مع الفنان وموديله حيث جمعتها المشاهد بكلوديا كاردينالي وجان روشوفور، مقدمة صورة ممثلة تتنفس الفن بلا حدود.
من الرياض إلى عمّان ثم القاهرة، رسم نصار مسارًا عربيًا متفرّدًا. انطلق بقوة في مسلسل الجماعة (2010) بدور حسن البنا، ومنذها صار رقمًا صعبًا في الدراما العربية. قدرته على التنقل بين الأدوار، من الدرامي العميق إلى الرومانسي، جعلته واحدًا من أبرز ممثلي جيله. في 2025، توج بجائزة أفضل ممثل من نقاد الدراما العربية عن مسلسل صلة رحم، مثبتًا أن الموهبة الحقيقية لا تعترف بالحدود.
اختيار هؤلاء الثلاثة ليس مجرد تكريم، بل رسالة من مهرجان تطوان: السينما المتوسطية ما تزال حية، نابضة، قادرة على تجديد نفسها من خلال أصوات جريئة ووجوه ملهمة. فكما البحر يربط بين ضفافه المختلفة، تجمع الشاشة الكبيرة بين عيوش، فولش، ونصار، في لوحة تليق بروح المتوسط.






