منتدى WeXchange 2025: القطاع الثالث في قلب النموذج الاقتصادي الجديد

حققت النسخة الرابعة من منتدى WeXchange، الذي نظمته مؤسسة عبد القادر بنصالح، نجاحاً كبيراً تحت شعار «الدور الاقتصادي للقطاع الثالث: إبراز القوة الكامنة».
جمع هذا الحدث أكثر من 400 خبير وباحث وفاعل في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لمناقشة سبل تعزيز دور القطاع الثالث في بناء اقتصاد وطني أكثر شمولاً واستدامة.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت كنزة بنصالح، عضو مجلس إدارة مؤسسة عبد القادر بنصالح، أن “مواكبة القطاع الثالث وتمكينه من الأدوات اللازمة يعني منحه القدرة على أداء دوره الاقتصادي والاجتماعي الكامل. فهو قوة أساسية لبلدنا، تدفعنا إلى إعادة تصور نماذجنا وتعزيز التضامن وبناء اقتصاد أكثر شمولا واستدامة”، مشيرة إلى أن المنتدى يندرج في إطار جهود المؤسسة الرامية إلى دعم الابتكار الاجتماعي وتنمية الفاعلين في مجال التغيير.
من جانبه، شدد طارق المعروفي، المدير العام للمؤسسة، على أهمية التعاون بين الفاعلين قائلاً: “يشكل المغرب أرضاً خصبة لرواد الابتكار الاجتماعي الذين يقدمون حلولاً واقعية لمجتمعاتهم. ويتيح لهم هذا المنتدى فضاءً لتبادل التجارب وإلهام الآخرين للعمل والمبادرة. فالاستثمار في الزمن وتوسيع فضاءات التعلم يساعد في تعظيم أثر هذه المبادرات والمساهمة في بناء اقتصاد أكثر تضامناً واستدامة.”
عرفت الجلسة الأولى، التي حملت عنوان «القطاع الثالث، رافعة للتنمية الاقتصادية: رؤى متقاطعة من أجل نموذج جديد»، مشاركة ممثلين عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومنظمة Open Village.
وقد ركزت المناقشات على سبل التكامل بين الابتكار والسياسات العمومية والاقتصاد الاجتماعي، مما أتاح أرضية للتفكير في نماذج جديدة للتنمية المستدامة.
في هذا السياق، صرح لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، قائلاً: “هدفنا واضح: جعل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ركيزة أساسية للتنافسية الوطنية وللصمود الاقتصادي. فمع مساهمته الحالية بنسبة 2% من الناتج الداخلي الخام، نسعى إلى بلوغ 4% في أفق سنة 2035. هذا القطاع ليس هامشياً، بل يعد محركاً رئيسياً لإنتاج القيمة وتحقيق التحول المستدام.”
وقدمت لمياء كمال شاوي، مديرة مركز منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، منظوراً دولياً حول التجارب الناجحة في الاقتصادات الناشئة، مؤكدة أن “القطاع الثالث يشكل ركيزة حقيقية للنمو والتنمية الاقتصادية، إذ أصبح في العديد من الدول مساراً استراتيجياً لتعزيز التنافسية الوطنية وإحداث وقع اجتماعي مستدام.”
تناولت الندوة الثانية موضوع «دور الابتكار الاجتماعي في إطلاق الإمكانات الاقتصادية للقطاع الثالث: رؤى متقاطعة من ثلاث قارات»، حيث تبادل المشاركون خبراتهم حول آليات الوقع والتعاون وتعزيز الاستدامة.
وقال طارق المعروفي خلال هذه الندوة: “قياس وقعنا يعني إضفاء معنى حقيقي على التزامنا. فالتضامن، عندما يمتد على المدى الطويل، يتحول إلى رافعة حقيقية لإنتاج القيمة وإحداث التحول الاجتماعي.”
بدوره، أوضح مالك ديوب، رئيس المنتدى الإفريقي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالسنغال، أن “الاقتصاد الاجتماعي بطبيعته مرتبط بالتراب المحلي. فهو ينطلق من الواقع الميداني ويستجيب للحاجات الفعلية للمجتمعات. وقد أثبتت جائحة كوفيد-19 ذلك بوضوح، إذ تبين أن هذا النموذج، القائم على التضامن والقرب، هو الأكثر صموداً في مواجهة الأزمات.”
شهد المنتدى تنظيم خمس ماستركلاس شكلت فضاءات غنية للنقاش والتفاعل بين الخبراء، وغطت مواضيع تتعلق بالتنمية المحلية، والتشغيل، والابتكار، وأهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى التفكير التصميمي كوسيلة لتعزيز الإبداع المشترك.
كما احتضن المنتدى حلقات نقاش حول التمويل المستدام، وتكوين الكفاءات، والتسويق الاجتماعي، واستخدام البيانات لخدمة العمل الاجتماعي.
اختُتمت فعاليات المنتدى بحفل الجوائز المغربية للابتكار الاجتماعي (MSIA)، الذي كرّم ثماني مبادرات مغربية رائدة في مجال الابتكار الاجتماعي.
وفازت جمعية أمل بالجائزة الكبرى عن مشروعها «مقهى الإشارات»، وهو أول فضاء في المغرب أسسه أشخاص صم لخدمة فئة الصم، يجمع بين الإدماج والتكوين والتشغيل — تجسيد حي لروح التضامن والابتكار الاجتماعي التي ميزت هذا الحدث.






